تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.. فوائد الرياضة أثناء علاج سرطان الدم
لا أحد ينكر فوائد الرياضة بشكل عام، إذ إن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تعود بالنفع على الإنسان، من خلال ما يجنيه الجسم من منافع مترتبة على ممارسة التمارين الرياضية.
فوائد الرياضة لمرضى سرطان الدم
ومن بين الأشخاص الذين يستفيدون من ممارسة الرياضة، مرضى السرطان، إذ توصلت تجربة عشوائية جديدة أجراها معهد بيكر للقلب والسكري إلى أن الجمع بين تدريب التمارين المنظمة مع تقليل وقت الجلوس يحمي من تلف القلب وانخفاض اللياقة القلبية الوعائية لدى البالغين الذين يتلقون عملية زرع الخلايا الجذعية لعلاج سرطانات الدم.
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال هايلي ديلون، الباحث الرئيسي في تجربة ALLO-Active، إن مريض سرطان الدم المتوسط يفقد ما بين 15% إلى 24% من لياقته القلبية الوعائية أثناء عملية زرع الخلايا الجذعية الخيفية ومرحلة التعافي الحادة (ثلاثة إلى أربعة أشهر)، وهو ما يعادل حوالي عقدين من الشيخوخة القلبية الوعائية الطبيعية.
وكشفت نتائج التجربة، التي نشرت في مجلة "سيركيوليشن"، أن المرضى الذين شاركوا في برنامج النشاط المتعدد المكونات لمدة أربعة أشهر أظهروا الحفاظ بشكل أفضل على لياقتهم القلبية التنفسية ووظائف القلب أثناء وبعد عملية الزرع، مقارنة بأولئك الذين تلقوا الرعاية القياسية.
قالت الأستاذة المساعدة إيرين هاودن، الباحثة البارزة ورئيسة قسم أبحاث صحة القلب والأيض وعلم وظائف الأعضاء في معهد بيكر، إن هذه خطوة مهمة إلى الأمام في تحسين النتائج طويلة الأمد لمرضى زراعة الخلايا الجذعية الخيفية.
وأضافت: "قد يبدو من غير المنطقي ممارسة التمارين الرياضية أثناء الخضوع للعلاج من السرطان، لكننا وجدنا أن التدخل أثناء وبعد دخول المستشفى لزراعة الخلايا الجذعية الخيفية ببرنامج نشاط يجمع بين تدريب التمارين الرياضية المنظمة والحد من وقت الجلوس، يعاكس الانخفاض في اللياقة القلبية التنفسية ووظيفة القلب أثناء التمرين، مقارنة بالعلاج القياسي".
وأشارت إلى أن "السبب وراء أهمية الحد من هذا التدهور هو أننا نشهد عددًا متزايدًا من الناجين من السرطان الذين يعانون من تلف في القلب - وهو أحد المضاعفات المعروفة لبعض علاجات السرطان، ومن المعروف أن ضعف وظيفة القلب والقدرة الوظيفية بسبب العلاج من العوامل المساهمة في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
يتلقى أكثر من 600 أسترالي عملية زرع الخلايا الجذعية المتجانسة (من متبرع بالخلايا الجذعية) كل عام.
وقال الأستاذ المساعد هاودن: "لقد وجدت هذه الدراسة أن التدريب على التمارين الرياضية يعد علاجًا واعدًا للتخفيف من السمية القلبية الوعائية المرتبطة بعلاجات سرطان الدم ويمثل خطوة مهمة إلى الأمام في تحسين النتائج طويلة الأمد لمرضى زراعة الخلايا الجذعية، كما يوضح أن التمارين الرياضية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة القلب أثناء العلاج وبعده".
وأظهرت الدراسة أيضًا أن قياسات وظائف القلب القائمة على التمارين الرياضية قد تكون وسيلة أفضل للكشف عن السمية القلبية دون السريرية وتحديد مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى المرضى الذين يتلقون عملية زرع الخلايا الجذعية الخيفية.
وقالت الدكتورة هيلين كروكر، مساعدة مدير الأبحاث والسياسات في صندوق أبحاث السرطان العالمي الدولي: "هذه دراسة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها أول تجربة عشوائية محكومة تستهدف ممارسة التمارين الرياضية والسلوك المستقر لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المرضى الذين يتلقون عمليات زرع الخلايا الجذعية الخيفية".
وأضافت: "إن النتائج الإيجابية تعزز الأدلة العلمية التي تؤكد ضرورة إدراج التمارين الرياضية وتقليل وقت الجلوس كعلاجات إضافية في الرعاية الروتينية لمرضى السرطان، ومن الممكن أن تفيد هذه التدخلات المرضى بشكل كبير وتعزز علاجهم ورعايتهم في المستقبل".