هل يمكن لتصوير الثدي بالأشعة السينية تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب؟
هل يمكن لتصوير الثدي بالأشعة السينية تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب؟.. يعد هذا من بين الأسئلة المهمة التي يطرحها الكثير من المرضى.
فبينما يجري عديد الأشخاص تصوير الثدي بالأشعة السينية السنوي هذه الأيام، قد يواجه البعض سؤالا مفاجئا: بالإضافة إلى مراجعة تصوير الثدي بالأشعة السينية بحثًا عن سرطان الثدي، هل يرغب المريض في أن يقوم أخصائي الأشعة بفحص الصور لمعرفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب؟
بالرغم من أن الأشعة السينية للثدي تُستخدم عادةً للكشف عن سرطان الثدي وتشخيصه، إلا أن الصور تشير أيضًا إلى ما إذا كانت الشرايين الموجودة في الثدي بها تكلسات، والتي تظهر كخطوط بيضاء متوازية على الفيلم، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
التكلسات
قد ترتبط التكلسات، التي تعتبر نتائج "عرضية" لا علاقة لها بسرطان الثدي، بخطر الإصابة بأمراض القلب لدى شخص ما.
كانت هذه التكلسات ظاهرة في الصور لعقود من الزمن، وقد لاحظها بعض أخصائيي الأشعة بشكل روتيني في تقاريرهم، لكن المعلومات لم يتم تمريرها للمرضى عادةً.
والآن تقوم بعض العيادات بإتاحة النتائج للمرضى، في بعض الأحيان مقابل رسوم.
ويتساءل بعض خبراء التصوير عن مدى صحة هذا التقييم فيما يتصل بفحص تكلس الشرايين الثديية لقياس خطر الإصابة بأمراض القلب.
قال جريج سورنسن: "ما نراه في تصوير الثدي بالأشعة السينية هو تكلس في شريان الثدي، لكن هذا ليس نفس التكلس في الشريان التاجي ".
من المعروف أن تكلس الشرايين التاجية يعد مؤشرًا قويًا لخطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن على الرغم من أن الدراسات أظهرت وجود ارتباط بين تكلس الشرايين الثديية وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن هناك تساؤلات لا تزال قائمة.
من ناحية أخرى، حتى النساء اللاتي لا يعانين من تكلس الشرايين الثديية قد لا يزالن معرضات لخطر الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
في دراسة أجريت على نساء بعد انقطاع الطمث، كان لدى 26% منهن تكلس الشرايين الثديية، وعلى مدى فترة دراسة استمرت 6 سنوات ونصف، ارتبط ذلك بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب من أي نوع بنسبة 23% وزيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية بنسبة 51%.
ومع ذلك، حدثت معظم الأحداث القلبية الوعائية لنساء لم يعانين من تكلس الشرايين الثديية.
قالت ساديا خان، أخصائية أمراض القلب الوقائية في نورث وسترن ميديسين في شيكاغو، والتي شاركت في تأليف مقال افتتاحي في إحدى المجلات الطبية تعليقًا على الدراسة: "لن أشعر بالارتياح إذا أخبرت الناس أنهم معرضون لخطر أعلى أو أقل للإصابة بأمراض القلب بناءً على تكلس الشرايين الثديية لديهم. أعتقد أن هذا مجال مثير للاهتمام، ولكننا بحاجة إلى التحرك بحذر".
ومن المفهوم أن الأطباء المتخصصين في صحة المرأة سوف يتطلعون إلى تبني فكرة استخدام فحص سرطان الثدي السنوي الذي تحصل عليه ملايين النساء كل عام للكشف عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب أيضًا.
تُعَد أمراض القلب السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة، فقد كانت مسؤولة عن أكثر من 300 ألف حالة وفاة بين النساء في عام 2021، أي ما يعادل واحدة من كل خمس حالات وفاة تقريبًا.
لا تدرك العديد من النساء خطر الإصابة بأمراض القلب أو العوامل العديدة التي تزيد من ذلك، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والتدخين، والإفراط في شرب الكحول، وزيادة الوزن.
يمكن للحاسبات الإلكترونية أن تساعد الأشخاص في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالنسبة لأولئك الذين تبلغ مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لديهم 7.5% أو أعلى خلال عشر سنوات، قد يوصي الأطباء بتغييرات في نمط الحياة و/أو يصفون الستاتينات لخفض نسبة الكوليسترول في الدم.
أشارت لورا هيكوك، أخصائية الأشعة المتخصصة في تصوير الثدي، إلى أن المرضى يمكنهم بالفعل الحصول على الكثير من المعلومات الناتجة عن تسجيل تكلس الشرايين في الثدي من أطبائهم واستخدام حاسبات المخاطر تلك.
المفتاح هنا هو أن فحص تكلس الشرايين في الثدي يوفر فرصة أخرى للحديث عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
توصلت إحدى الدراسات إلى أن 57% من النساء اللاتي تم إخبارهن بأنهن يعانين من تكلس الشرايين الثديية بعد إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية أفادن أنهن ناقشن نتائجهن مع طبيب الرعاية الأولية أو طبيب القلب.
وقالت هيكوك إنها ترغب في رؤية المزيد من الدراسات التي تظهر أن الإبلاغ عن تكلس الشرايين الثديية يؤدي إلى تغييرات في رعاية المرضى وانخفاض حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية.