هل العنف بين الزوجين يؤدي لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء؟
العنف بين الشريكين هو مشكلة عالمية تؤثر بشكل غير عادي على الإناث، إذ تبلغ نسبة النساء اللاتي يتعرضن للعنف في علاقة شخصية من 25% إلى 50%، واثنتان من كل 2 ضحايا للعنف بين الشريكين من الإناث.
بالرغم من أن النساء والرجال على حد سواء يتعرضون للإساءة على أيدي شركائهم، إلا أن النساء بشكل غير متناسب يتعرضن لإساءة أكثر شدة، كما أن النساء والفتيات أكثر عرضة للقتل على يد شريك حميم مقارنة بأي عضو آخر في المجتمع.
أشكال العنف ضد الشريك
هناك أشكال متعددة للعنف بين الشريكين، بما في ذلك الإيذاء الجنسي والنفسي والمالي والجسدي.
ومن المعروف عمومًا أن الإصابات المرتبطة بالعنف الجسدي والعواقب الصحية العقلية الناجمة عن الإيذاء معروفة.
وعادة ما تبلغ النساء عن أعراض جسدية تشمل الألم المزمن واضطرابات النوم ومشاكل الجهاز الهضمي، وتستمر هذه العواقب الصحية بعد انتهاء الإيذاء، وقد لا تظهر إلا بعد سنوات.
ومن بين العواقب الشائعة ولكن الأقل شهرة للعنف المنزلي هو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أمراض القلب
يعد مرض القلب والأوعية الدموية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الذكور والإناث، وقد زادت معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين الناجين من الاعتداء من كلا الجنسين، لكن الزيادة أعلى بين النساء.
وعلى الرغم من وجود صلة بين عنف الشريك وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء، فإن هذه الصلة غير معروفة جيدًا، حتى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.
تُعرف مشكلات الصحة العقلية الشائعة لدى الناجين من الإساءة - بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة - بأنها عوامل خطر معروفة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، ترتبط هذه الحالات بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء والرجال، في حين ترتبط العديد من العواقب القلبية الوعائية للعنف بين الشريكين بالنساء على وجه التحديد.
تشير البيانات الناشئة إلى أن الاستجابة البيولوجية لضغوط الصحة العقلية قد تكون أكثر وضوحًا لدى النساء، وهو تفسير محتمل للتفاوت بين الجنسين في أمراض القلب والأوعية الدموية بعد الإساءة.
إن الألم يشكل أيضًا حافزًا لأمراض القلب والأوعية الدموية: فالأفراد الذين يعانون من آلام مزمنة لديهم معدلات إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تعادل ضعف المعدل المتوسط.
العنف بين الشريكين هو السبب الرئيسي للإصابة الجسدية لدى النساء، والنساء اللاتي يتعرضن للعنف معرضات لخطر الإصابة بالألم المزمن بنسبة ضعفي أولئك اللاتي لا يتعرضن له.
تحدث الإصابات الجسدية المرتبطة بالعنف في كلا الجنسين، ولكن الدراسات وجدت بشكل عام أن ضحايا الاعتداء من الإناث أكثر عرضة من الذكور للإصابة بإصابات جسدية وأن هذه الإصابات أكثر شدة لدى الضحايا من الإناث.
النساء المعرضات للخطر
ورغم أن أيًا من هذه العواقب المترتبة على العنف بين الشريكين قد تفسر زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات، فإنها لا ينبغي أن تعمل بمعزل عن غيرها، إذ تعمل حالات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، على زيادة حساسية الألم، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الحساسية المفرطة للألم لدى النساء.
قد تساهم عدم المساواة في العلاج الطبي أيضًا في ارتفاع معدلات الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء اللاتي يتعرضن للإساءة.
قد يتم تجاهل علامات وأعراض أمراض القلب والأوعية الدموية أو نسبها بشكل خاطئ من قبل المرضى والأطباء.
أكثر من نصف النساء لا يدركن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تجاهلهن للأعراض أو نسب الأعراض إلى مشاكل غير قلبية وعائية.
ومن المهم أن نلاحظ أن مقدمي الرعاية الصحية قد يتجاهلون أيضًا عوامل سياقية أوسع نطاقًا تحيط بصحة قلب المرأة، كما يؤدي التحيز القائم على الجنس والجنسانية في تقييم وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية إلى عدم علاج النساء وفقًا للمبادئ التوجيهية، بما في ذلك العلاجات المتأخرة والأقل كثافة.
إن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء، ومع ذلك فإن معظم الأبحاث لا تزال تركز على الحيوانات المعملية والمرضى الذكور.
إن التركيز على الذكور في الأبحاث أمر مثير للقلق لأن أمراض القلب والأوعية الدموية تختلف اختلافًا كبيرًا بين الإناث والذكور.