هل يقلل تناول الأسماك الزيتية خطر الإصابة بالخرف؟
إن إضافة نوع واحد من الطعام إلى نظامك الغذائي قد يساعد في خفض خطر الإصابة بمرض مدمر بنحو الربع، ووفقًا للخبراء، فإن تناول هذا الطعام بانتظام قد يكون مفتاحًا للمساعدة في منع الخرف.
كحالة تؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، غالبًا ما يرتبط الخرف بالتقدم في السن.
وفي حين أنه من الصحيح أن فرص إصابتك بالخرف تزداد مع تقدمك في السن، إلا أن هناك مجموعة كاملة من العوامل الأخرى التي تلعب دورًا.
في الواقع، ووفقًا للأبحاث، يُعتقد أن حوالي 40% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات معينة في نمط الحياة.
يُعتقد أن النظام الغذائي قد يكون له تأثير على فرص إصابتك بالخرف.
فوائد الأسماك الزيتية
ولأخذ هذا في الاعتبار، حث الخبراء في جمعية الزهايمر الناس على تناول المزيد من الأسماك الزيتية.
وتقول الجمعية الخيرية: "تناول الأسماك بانتظام - وخاصة الأنواع الزيتية مثل السلمون والماكريل".
ومع ذلك، يضيف: "حاول الحد من تناول الأسماك المقلية أو المقلية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير الصحية".
ويرجع ذلك إلى أن الأسماك الزيتية غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي ترتبط بانخفاض معدلات التدهور المعرفي.
كما أنها تشكل جزءًا من النظام الغذائي المتوسطي، وهو أسلوب في الأكل ارتبط أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف.
وتقول جمعية الزهايمر: "بالنسبة لمعظم الناس، فإن اتباع النظام الغذائي المتوسطي هو وسيلة جيدة لضمان اتباع نظام غذائي صحي، والذي قد يكون مهمًا للحفاظ على وظائف المخ الجيدة".
وتتابع: "كانت الدراسات التي تناولت الخرف على وجه التحديد غير متسقة، ومع ذلك، أشارت دراسة حديثة كبيرة إلى أن الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 23%".
وتقول: "تتميز الأنظمة الغذائية المتوسطية بمحتوى عالي من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مع استهلاك معتدل للأسماك الزيتية ومنتجات الألبان، وكمية قليلة من اللحوم والسكر والدهون المشبعة، معظم الدهون في هذا النوع من النظام الغذائي تأتي من زيت الزيتون".
توصلت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة عام 2022 إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من أحماض أوميجا 3 الدهنية في دمائهم خلال منتصف العمر لديهم مهارات تفكير أفضل من الأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من الأحماض الدهنية.
وفي إطار البحث الذي نشر في مجلة علم الأعصاب، أخذ العلماء عينات دم من المتطوعين في الدراسة، ثم قاموا بقياس مستويات نوعين من الأحماض الدهنية.
كما خضع أكثر من 2000 مشارك لفحوصات الدماغ، وقام العلماء بقياس حجم منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتفكير لدى المشاركين.
ثم اختبروا القدرات المعرفية للمتطوعين من خلال سلسلة من المهام.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من أحماض أوميجا 3 الدهنية حصلوا على درجات أعلى في الاختبارات الإدراكية بالإضافة إلى حُصين أكبر، وهي منطقة من الدماغ تلعب دورًا مهمًا في الذاكرة.
وفي تعليقها على النتائج، قالت الدكتورة سارة إماريسيو، رئيسة قسم الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة: "بالطبع، هذا لا يثبت أن ارتفاع مستويات أوميجا 3 هو السبب في الاختلافات في عمليات المسح.
وأضافت: "لقد أسفرت الأبحاث حول أوميجا 3 وصحة الدماغ عن نتائج متباينة، ورغم أن هذه الدراسة تضيف إلى قاعدة الأدلة، فإنها استكشافية وليست قاطعة، ولأنها لم تتناول سوى الأشخاص في منتصف العمر، فإن هذه الدراسة لا تقدم سوى صورة موجزة للقصة الكاملة، فهي لم تبحث في ما إذا كان الأشخاص قد أصيبوا بحالات مثل الخرف أم لا".
ومع ذلك، أردفت: "ما نعرفه هو أن الدماغ السليم في منتصف العمر مهم لصحة الدماغ في وقت لاحق من الحياة أيضًا، وأن اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام مهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف، وقد أظهرت أبحاثنا أن ثلث (33%) فقط من الناس يعتقدون أنه من الممكن تقليل خطر الإصابة بالخرف، ومع ذلك، يمكن تجنب ما يصل إلى 40% من حالات الخرف من خلال الخيارات الصحية ونمط الحياة التي يمكننا التأثير عليها".
وأشارت إلى أنه "بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن، فإن أفضل الأدلة الحالية للحفاظ على صحة عقلك مع تقدمك في السن، تشمل عدم التدخين، والبقاء نشيطًا عقليًا وجسديًا، والحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول تحت السيطرة".
نصائح ذهبية
وتوصي جمعية الزهايمر أيضًا بالإرشادات التالية كجزء من النظام الغذائي المتوسطي لتقليل خطر الإصابة بالخرف:
تضمين الأطعمة النشوية المصنوعة من الحبوب الكاملة في معظم الوجبات.
تناول المزيد من الفواكه والخضروات والبقوليات (على سبيل المثال، الفاصوليا والبازلاء والعدس) والمكسرات والبذور.
تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء.
حاول اختيار الأطعمة الألبانية قليلة الدسم قدر الإمكان.
استخدم الزيوت النباتية والزيوت النباتية للطهي والتتبيل.
حدد كمية الملح في نظامك الغذائي.
حاول أن تجعل الأطعمة السكرية مجرد حلويات عرضية فقط.