دراسة تكتشف وجود اضطرابين شائعين في أمراض النساء يرتبطان بزيادة خطر الوفاة المبكرة.. ما هما؟
كشفت دراسة حديثة، أن وجود تاريخ من اضطرابين شائعين في أمراض النساء، وهما بطانة الرحم والأورام الليفية الرحمية، يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة.
بطانة الرحم هي اضطراب تناسلي مزمن يصيب حوالي 10% من النساء في سن الإنجاب، ويحدث عندما ينمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب أعراضًا مثل آلام الدورة الشهرية الشديدة، وآلام الحوض المزمنة، والانتفاخ، والغثيان، والتعب، والعقم، ولا يوجد علاج دائم لهذه الحالة، لذا فإن العلاج ينطوي على إدارة الأعراض.
الأورام الليفية هي نمو غير سرطاني على جدران الرحم يمكن أن يسبب أعراضًا مثل النزيف الشديد أثناء الدورة الشهرية، وآلام الظهر، والتبول المتكرر. وحوالي 40% إلى 80% من النساء لديهن أورام ليفية في الرحم.
تفاصيل الدراسة
في دراسة واسعة النطاق، قام الباحثون بتحليل 110091 امرأة من دراسة صحة الممرضات الثانية، تتراوح أعمارهن بين 25 و42 عامًا في عام 1989، ولم تخضع المشاركات لاستئصال الرحم من قبل، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو السرطان.
تم الإبلاغ عن تشخيصات بطانة الرحم (عن طريق تنظير البطن) والأورام الليفية (عن طريق الموجات فوق الصوتية أو استئصال الرحم) ذاتيًا كل عامين منذ عام 1993.
على مدى 30 عامًا، كان هناك 4356 حالة وفاة مبكرة، بما في ذلك 1459 حالة وفاة بسبب السرطان و304 حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
كان معدل الوفيات المبكرة لجميع الأسباب للنساء المصابات ببطانة الرحم المؤكدة 2 لكل 1000 شخص سنويًا، مقارنة بـ 1.4 لكل 1000 امرأة غير مصابة.
بعد احتساب عوامل مثل العمر والوزن وجودة النظام الغذائي والنشاط البدني وحالة التدخين، كان الأفراد المصابون ببطانة الرحم أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 31٪ (قبل سن 70) مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذه الاضطرابات، ونسبت غالبية هذه الوفيات إلى سرطانات أمراض النساء.
على الرغم من عدم ارتباط الأورام الليفية الرحمية بالوفاة المبكرة لجميع الأسباب، إلا أن الحالة تزيد من خطر الوفاة بسبب سرطانات أمراض النساء.
وخلص الباحثون، إلى أن النساء اللاتي لديهن تاريخ من الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي والأورام الليفية الرحمية قد يكون لديهن خطر متزايد على المدى الطويل للوفاة المبكرة التي تمتد إلى ما بعد عمر الإنجاب.
وكتبوا في الدراسة المنشورة في مجلة BMJ، أن هذه الحالات أرتبطت أيضًا بزيادة خطر الوفاة بسبب السرطانات النسائية، وارتبطت الانتباذ البطاني الرحمي بخطر أكبر للوفاة غير السرطانية.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار في تقييمهم لصحة المرأة.
ويحذر الباحثون من أنه نظرًا لأنها دراسة مراقبة تعتمد على بيانات ذاتية الإبلاغ، فقد تكون عرضة للأخطاء.
أيضًا، نظرًا لأن المشاركين كانوا في الغالب من العاملين في مجال الرعاية الصحية من ذوي البشرة البيضاء، فقد لا تكون النتائج قابلة للتعميم على فئات سكانية أخرى.
