الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

يستخدم في علاج باركنسون.. هل دواء إنتاكابون ميكروبيوم يغير صحة الأمعاء إلى الأسوأ؟

السبت 23/نوفمبر/2024 - 09:30 م
مرض باركنسون
مرض باركنسون


كشفت دراسة جديدة أن دواء إنتاكابون، المستخدم على نطاق واسع لعلاج مرض باركنسون، يعطل بشكل كبير ميكروبيوم الأمعاء البشرية عن طريق التسبب في نقص الحديد.

تقدم النتائج، التي نُشرت في مجلة Nature Microbiology، رؤى جديدة حول التأثير الذي غالبًا ما يتم تجاهله للأدوية الموجهة إلى الإنسان على المجتمعات الميكروبية التي تلعب دورًا حاسمًا في صحة الإنسان.

وأُجري البحث في إطار مجموعة التميز "الميكروبيوم يقود الصحة الكوكبية"، وشمل علماء من جامعة فيينا، بالتعاون مع جامعة ساوثهامبتون، وجامعة آلبورج، وجامعة بوسطن.

في حين أنه من الثابت أن المضادات الحيوية يمكن أن تعطل بشكل كبير ميكروبيوم الأمعاء البشرية، إلا أن الأبحاث الناشئة تظهر أن مجموعة واسعة من الأدوية المستهدفة للبشر - وخاصة تلك المستخدمة لعلاج الحالات العصبية - يمكن أن تؤثر أيضًا بشكل عميق على المجتمعات الميكروبية التي تعيش في أجسامنا.

وعلى الرغم من تأثيراتها العلاجية المقصودة على أعضاء مختلفة، فإن هذه الأدوية قد تؤدي بشكل غير مقصود إلى تعطيل توازن ميكروبات الأمعاء، مما يؤدي إلى عواقب صحية محتملة.

حتى الآن، اعتمدت معظم الدراسات التي تبحث في هذه التفاعلات إما على تحليلات مجموعات المرضى المتأثرة بالعديد من العوامل المربكة أو على التجارب باستخدام بكتيريا الأمعاء المعزولة، والتي لا تعكس بشكل كامل تعقيد الميكروبيوم البشري.

وباستخدام نهج تجريبي جديد، درس الفريق الدولي تأثيرات عقارين - إنتاكابون ولوكسابين، وهو دواء لعلاج الفصام - على عينات براز من متبرعين بشر أصحاء، وقاموا بحضانة العينات بتركيزات علاجية من هذه العقاقير، ثم قاموا بتحليل التأثير على المجتمعات الميكروبية باستخدام تقنيات جزيئية وتصويرية متقدمة، بما في ذلك وسم الماء الثقيل جنبًا إلى جنب مع التحليل الطيفي رامان المحفز (SRS).

اكتشف الفريق أن عقار لوكسابين، وخاصة عقار إنتاكابون، يثبط بشدة العديد من أعضاء الميكروبيوم، في حين تتوسع البكتيريا القولونية بشكل كبير في وجود عقار إنتاكابون.

وأوضحت فاطمة بيريرا، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "كانت النتائج أكثر إثارة للإعجاب عندما فحصنا النشاط الميكروبي، وليس فقط وفرته".

وقالت: "سمحت لنا طريقة قياس الماء الثقيل بمراقبة التغيرات الدقيقة والمهمة في ميكروبيوم الأمعاء، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها في القياسات التقليدية القائمة على الوفرة".

نقص الحديد

افترض الباحثون أن عقار إنتاكابون قد يتداخل مع توفر الحديد في الأمعاء، وهو مورد حيوي للعديد من الميكروبات.

وأكدت تجاربهم أن إضافة الحديد إلى عينات البراز التي تحتوي على عقار إنتاكابون يعاكس التأثيرات المتغيرة للعقار على الميكروبيوم.

وقد كشف المزيد من التحقيقات أن البكتيريا الإشريكية القولونية، التي ازدهرت في ظل هذه الظروف، تحمل نظام امتصاص الحديد عالي الكفاءة (إنتيروبكتين سيدروفور)، وقد سمح هذا النظام للبكتيريا بالتغلب على نقص الحديد والتكاثر، حتى في وجود الدواء.

قال مايكل فاجنر، المدير العلمي لمجموعة التميز ونائب رئيس مركز علم الأحياء الدقيقة وعلوم النظم البيئية (CeMESS) في جامعة فيينا: " من خلال إظهار أن إنتاكابون يحفز نقص الحديد، اكتشفنا آلية جديدة لخلل التوازن المعوي الناجم عن الدواء، حيث يختار الدواء الإشريكية القولونية وغيرها من الميكروبات المسببة للأمراض المحتملة والتي تتكيف بشكل جيد مع ظروف الحد من الحديد".

تفاعلات الأدوية مع الميكروبيوم

إن هذا الاكتشاف له آثار أوسع نطاقًا لفهم كيفية تأثير الأدوية الأخرى الموجهة للبشر على ميكروبيوم الأمعاء.

تحتوي العديد من الأدوية، بما في ذلك إنتاكابون، على مجموعات كاتيكول مرتبطة بالمعادن، مما يشير إلى أن هذه الآلية قد تكون مسارًا أكثر شيوعًا للتغيرات الميكروبية الناجمة عن الأدوية.

وتقدم النتائج أيضًا فرصة للتخفيف من الآثار الجانبية للأدوية مثل إنتاكابون.

ومن خلال ضمان توفر كمية كافية من الحديد في الأمعاء الغليظة، قد يكون من الممكن الحد من خلل التوازن البكتيري والمشاكل الهضمية التي تصاحب غالبًا علاج مرض باركنسون.

وقال فاجنر: "الخطوة التالية هي استكشاف كيفية تعديل العلاجات الدوائية لدعم ميكروبيوم الأمعاء بشكل أفضل. نحن نبحث في استراتيجيات لتوصيل الحديد بشكل انتقائي إلى الأمعاء الغليظة، حيث يمكن أن يفيد الميكروبيوم دون التدخل في امتصاص الدواء في الأمعاء الدقيقة".