الخميس 28 نوفمبر 2024 الموافق 26 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تساهم أدوية السكري والسمنة في حماية الكلى؟

الخميس 28/نوفمبر/2024 - 07:00 ص
 أدوية السكري
أدوية السكري


أظهر أكبر وأشمل تحليل لمستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) على الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية أن لها فوائد كبيرة لدى الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به.

نُشرت النتائج في مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology.

تم تطويرها في الأصل لعلاج مرض السكري، حيث تحاكي مستقبلات GLP-1 عمل هرمون يسمى الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1، والذي يحفز إنتاج الأنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت كعلاجات فعالة للسمنة - إبطاء عملية الهضم، وزيادة الشعور بالشبع، والحد من الجوع.

ولكن في حين أن فوائد مستقبلات GLP-1 في علاج مرض السكري من النوع 2 والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية معروفة جيدًا، فإن تأثيرها على مرض الكلى المزمن كان أقل يقينًا.

أجرى الباحثون تحليلًا تلويًا لـ11 تجربة سريرية واسعة النطاق لمستقبلات GLP-1 شملت ما مجموعه 85373 شخصًا (67769 شخصًا مصابًا بداء السكري من النوع 2 و17604 شخصًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ولكن بدون مرض السكري).

تم التحقيق في سبعة أنواع مختلفة من مستقبلات GLP-1 خلال التجارب، بما في ذلك السيماجلوتيد (المعروف أيضًا باسم Ozempic أوwegovy)، والدولاجلوتيد (Trulicity)، والليراجلوتيد (Victoza).

أظهرت النتائج أنه بالمقارنة مع الدواء الوهمي، فإن مستقبلات GLP-1 قللت من خطر الفشل الكلوي بنسبة 16% وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22% (وهذا ما تم تحديده من خلال انخفاض في معدل الترشيح الكبيبي المقدر - وهو مقياس لمقدار الدم الذي تقوم الكلى بتصفيته كل دقيقة - بنسبة 50% على الأقل). وكان الانخفاض المشترك في خطر الفشل الكلوي وتدهور وظائف الكلى والوفاة بسبب أمراض الكلى 19%.

كما أكد التحليل النتائج السابقة التي تفيد بأن مستقبلات GLP-1 تحمي صحة القلب والأوعية الدموية، مع انخفاض بنسبة 14% في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والنوبات القلبية غير المميتة، والسكتات الدماغية غير المميتة، مقارنة بالعلاج الوهمي، وكان معدل الوفاة لأي سبب أقل بنسبة 13% بين المرضى الذين عولجوا بمستقبلات GLP-1.

وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور سونيل بادفي، إن الدراسة وسعت المعرفة الحالية حول هذه الفئة من الأدوية في مجالات رئيسية، بما في ذلك الفوائد للأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن، والأشخاص المصابين بمرض السكري وغير المصابين به.

وأضاف: "هذه هي أول دراسة تظهر فائدة واضحة لمستقبلات GLP-1 في علاج الفشل الكلوي أو مرض الكلى في المرحلة النهائية، مما يشير إلى أن لها دورًا رئيسيًا في العلاج الوقائي للكلى والقلب للمرضى الذين يعانون من حالات طبية شائعة مثل مرض السكري من النوع 2، وزيادة الوزن أو السمنة مع أمراض القلب والأوعية الدموية، أو مرض الكلى المزمن".

وتابع: "هذه النتائج مهمة بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. وهي حالة تقدمية تؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى وترتبط بالوفاة المبكرة، وخاصة بسبب أمراض القلب. ولها تأثير كبير على جودة حياة المرضى وتتسبب في تكاليف رعاية صحية كبيرة."

مرض الكلى المزمن

يُقدَّر أن مرض الكلى المزمن يصيب واحدًا من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم، أي ما يعادل حوالي 850 مليون شخص. وهو السبب العاشر للوفاة ومن المتوقع أن يصبح السبب الخامس الأكثر شيوعًا للوفاة بحلول عام 2050.

كما أن مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة عوامل خطر مستقلة لمرض الكلى المزمن وتمثل عبئًا صحيًا عالميًا كبيرًا.

قال البروفيسور فلادو بيركوفيتش، زميل معهد جورج، وعميد جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني والمؤلف الرئيسي للدراسة: "يُظهر هذا البحث أن مستقبلات GLP-1 يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في معالجة العبء العالمي للأمراض غير المعدية. سيكون لدراستنا تأثير كبير على المبادئ التوجيهية السريرية لإدارة أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به".