دراسة: الاكتئاب واضطرابات النوم قد يؤديان إلى آلام حادة خلال الدورة الشهرية
يمكن أن تؤثر تقلصات الدورة الشهرية الشديدة على مزاج المرأة ورفاهتها العقلية، ومع ذلك تكشف دراسة جديدة عن تطور مفاجئ، فالاكتئاب قد يؤدي في الواقع إلى إثارة آلام الدورة الشهرية الشديدة، مع الحرمان من النوم الذي يزيد من شدتها.
تؤثر عسر الطمث، أو آلام الدورة الشهرية الشديدة، على حوالي 15٪ من النساء وتحدث عادة قبل الحيض مباشرة، وتهدأ بعد بضعة أيام، إذا حدثت تقلصات الدورة الشهرية دون أي حالة كامنة، فإنها تسمى عسر الطمث الأولي.
غالبًا ما يكون سبب هذا النوع من آلام الدورة الشهرية هو ارتفاع مستويات البروستاجلاندين، وهي مواد شبيهة بالهرمونات تزيد من تقلصات الرحم.
ومع ذلك، فإن عسر الطمث الثانوي يحدث بسبب حالات طبية مثل بطانة الرحم أو الأورام الليفية الرحمية.
نتائج الدراسة
في أحدث دراسة نشرت في Briefings in Bioinformatics، اكتشف الباحثون أن الاكتئاب يؤثر بشكل كبير على عسر الطمث الأولي بعد تقييم حوالي 600000 حالة من السكان الأوروبيين و8000 حالة من سكان شرق آسيا، ووجدوا رابطًا قويًا في كلتا المجموعتين.
أجرى الباحثون أيضًا دراسة ارتباط على مستوى الجينوم وحددوا الجينات والبروتينات الرئيسية المشاركة في هذا التفاعل.
قال المؤلف الرئيسي شوهي ليو من جامعة شيان جياوتونغ - ليفربول الصينية، إن النتائج توفر دليلًا أوليًا على أن الاكتئاب قد يكون سببًا وليس نتيجة لعسر الطمث حيث لم نجد دليلًا على أن آلام الدورة الشهرية تزيد من خطر الاكتئاب.
وكانت ملاحظة أخرى مثيرة للاهتمام هي أن الأرق، الذي يعاني منه عادة أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، لعب دورًا رئيسيًا في ربط الاكتئاب وعسر الطمث.
وذكر ليو أنهم وجدوا أن زيادة اضطرابات النوم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم آلام الدورة الشهرية. وبالتالي فإن معالجة مشاكل النوم قد تكون حاسمة في إدارة كلتا الحالتين.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى دراسات أكبر وتجارب بيولوجية لفهم العلاقة السببية بين آلام الدورة الشهرية والاكتئاب بشكل كامل.
وفي الوقت نفسه، واستنادًا إلى النتائج الحالية، يدعو الباحثون إلى تحسين فحص الصحة العقلية للأفراد الذين يعانون من عسر الطمث.
وأوضح ليو أن هذا يمكن أن يؤدي إلى خيارات علاج أكثر تخصيصًا، وتقليل الوصمة، وتحسين الرعاية الصحية للمتضررين.
يؤثر الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية بشكل كبير على حياة النساء في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك لا يزال فهم ارتباطهما ضعيفًا.
الهدف الجماعي هو التحقيق بشكل نقدي في هذه القضايا وتحسين الرعاية للنساء من خلال الكشف عن هذه الروابط المعقدة وإيجاد طرق أفضل لمعالجتها.
