كيف يمكن التغلب على القلق من تكرار الإصابة بالسرطان؟
طور الباحثون خطة من 3 خطوات لدعم أولئك الذين يعانون من الخوف الشديد من تكرار الإصابة بالسرطان، حيث تقدم هذه الخطة نهجا متسقا ومبسطا لإدارة قلق تكرار الإصابة.
كما تساعد الخطة المرضى وتمكنهم من استعادة الثقة والمضي قدما في حياتهم.
طوّر الفريق متعدد التخصصات، بقيادة باحثين من مركز دافوديل، وهو مشروع مشترك بين جامعة سيدني ومجلس السرطان في نيو ساوث ويلز، المسارَ السريري لمهنيي الصحة لتحديد ودعم أولئك الذين يعانون من الخوف من تكرار الإصابة بالسرطان، والذي غالبًا ما يكون عاملًا رئيسيًا في رفاهية الأشخاص الذين يعيشون مع السرطان وما بعده.
نُشرت الدراسة في مجلة Journal of Cancer Survivorship.
إن دعم الأشخاص الذين يخشون عودة السرطان هو جانب بالغ الأهمية في رعاية مرضى السرطان، ولكن غالبًا ما يتم تجاهله.
وتشير التقديرات إلى أن 60% من الأشخاص المتأثرين يعانون من قلق متوسط إلى شديد من احتمال عودة السرطان أو تفاقمه.
وقال الأستاذ المساعد بن سميث، زميل تطوير المهنة في معهد السرطان في نيو ساوث ويلز وكبير علماء التنفيذ في مركز دافوديل بكلية الطب والصحة، إن الانتهاء من العلاج والحصول على "الضوء الأخضر" يمثلان إنجازًا كبيرًا للأشخاص المصابين بالسرطان.
وفي حين يعتقد العديد من الأشخاص أنهم "يجب" أن يشعروا بالسعادة أو الارتياح بعد العلاج، فإنهم غالبًا لا يشعرون بذلك.
وأضاف سميث، الذي قاد تطوير الخطة الجديدة: "يخشى الناس من عودة السرطان، قد يكون هذا مجرد فكرة عابرة، ثم يتحول إلى خوف وقلق أكثر خطورة يحدث كل يوم، كل ألم أو وجع أو انتظار لنتائج الفحص، يمكن أن يثير مخاوف بشأن عودة السرطان، والمعروفة باسم الخوف من تكرار السرطان، إذا لم يتم التعامل مع هذه المخاوف، فقد تؤدي إلى العزلة والقلق وصعوبة التخطيط للمستقبل".
علاج الخوف من تكرار السرطان
ولمعالجة هذا الخوف، عمل الفريق مع ما يقرب من 100 من المتخصصين في مجال الصحة والباحثين لإنشاء أول مسار سريري عالمي يتألف من ثلاث خطوات رئيسية.
تبدأ العملية بالفحص، حيث يتم سؤال الأفراد عن مخاوفهم المتعلقة بتكرار الإصابة بالسرطان.
والخطوة التالية هي التقييم، والذي يتضمن:
قياس مدى خطورة مخاوف المريض.
استكشاف خيارات العلاج.
الخطوة الأخيرة هي نهج الرعاية التدريجي الذي يوفر الدعم المرحلي والمخصص، من خلال البدء بتطبيع المخاوف بشأن تكرار المرض وتقديم معلومات أساسية حول مخاطر تكرار المرض وأعراضه، ومن ثم تقديم الدعم عبر الإنترنت أو من أشخاص آخرين متأثرين بالسرطان، أو العلاج من أخصائي الصحة العقلية لمن يحتاج إليه.
وقال سميث: "مع ارتفاع معدلات الشيخوخة بين سكان أستراليا وتقديرات وجود أكثر من مليون شخص يعيشون حاليًا مع تشخيص السرطان أو بعده، هناك مجموعة متزايدة من الأشخاص يواجهون الخوف من تكرار المرض، وإذا تُركت هذه المخاوف دون معالجة، فإننا نعلم أنها يمكن أن تستمر لسنوات عديدة ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى في الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب".
وأضاف: "إذا لم نعالج هذه المشكلة الآن، فسوف تستمر في النمو، مما قد يؤدي إلى إرهاق نظام يكافح بالفعل لتلبية الطلب على الرعاية الصحية العقلية المتخصصة، ومن خلال تنفيذ هذه الخطة، سنكون قادرين على الاستجابة للمخاوف في وقت مبكر ومعالجتها بكفاءة قبل الوصول إلى نقطة الأزمة".