دراسة: سموم الدم لدى مرضى الكلى المزمن تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
كشف علماء أن السم الموجود في دم مرضى الكلى المزمن يتلف حاجز الدم الوقائي في الجسم، مما يساهم على الأرجح في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
حقق فريق من جامعة نوتنجهام ترينت وجامعة كوين ماري في لندن في تأثير "كبريتات p-cresol" على الجهاز العصبي المركزي، وهو جزيء ينتجه ميكروبيوم الأمعاء.
في حين يتم تطهير هذا الجزيء بكفاءة بواسطة الكلى لدى الأشخاص الأصحاء، فإنه يتراكم في دم مرضى الكلى المزمن.
من خلال التحقيق في تأثير كبريتات p-cresol على الأنسجة البشرية والفئران - وتكرار نتائجهم باستخدام عينات الدم من مرضى غسيل الكلى - وجد الفريق أن السم يحفز عملية تنشط إنزيمين يتسببان في إتلاف جدار الأوعية الدموية في الدماغ.
وقد لاحظ الباحثون كيف أن هذا يضعف حاجز الدم الدماغي الوقائي الحرج، والذي يعمل كدرع لمنع المواد الضارة والسموم في الجسم من الوصول إلى الدماغ.
ومن المعروف أن تلف حاجز الدم الدماغي يساهم في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي يمكن أن تكون أكبر بما يصل إلى 30 مرة في مرضى الفشل الكلوي المزمن مقارنة بالسكان بشكل عام.
ومع ذلك، كجزء من الدراسة، وجد الباحثون أيضًا أن فئة من الأدوية من نوع "المثبطات" - والتي يمكنها منع التفاعلات الكيميائية في الجسم - أظهرت نتائج واعدة في القدرة على منع حدوث هذا الضرر.
وفي اختبارات أخرى، وجد الفريق أن فئة من الأدوية المثبطة للإنزيمات كانت قادرة على منع التأثيرات الضارة للدم من مرضى الفشل الكلوي المزمن على الخلايا في المختبر.
ويأملون الآن في نقل العمل إلى تجربة سريرية لاختبار فعالية الدواء في المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى.
بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فإن مرضى الفشل الكلوي المزمن، بما في ذلك أولئك الذين لا يحتاجون بعد إلى غسيل الكلى، يعانون من تدهور إدراكي كبير، وهو التغيير الذي يبدو أنه مدفوع جزئيًا على الأقل بتلف الأوعية الدموية في الدماغ.
وقد ارتبط محور الأمعاء والدماغ - شبكة الاتصال ثنائية الاتجاه بين الدماغ والأمعاء - بالعديد من الاضطرابات، على الرغم من أن الآليات التي تحرك هذه الاضطرابات غالبًا ما تكون غير مفهومة جيدًا.
إن ضعف وظائف الكلى يؤثر على كل جهاز عضوي في الجسم تقريبًا، والجهاز العصبي المركزي ليس استثناءً، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية أعلى بشكل ملحوظ لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن، وخاصة بالنسبة لأولئك في المرحلة المتأخرة من المرض.
تربط النتائج بوضوح هذه السم بتلف حاجز الدم في الدماغ، والذي نعتقد أنه يرتبط بهذا الخطر.
