الجمعة 27 ديسمبر 2024 الموافق 26 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تزيد الأدوية المضادة للسرطان فاعلية العلاجات المناعية؟

السبت 07/ديسمبر/2024 - 11:20 ص
السرطان
السرطان


قد تعمل فئة ناشئة من الأدوية المضادة للسرطان تسمى مثبطات EZH2 على تعزيز فاعلية بعض العلاجات المناعية للسرطان بشكل كبير.

جاء ذلك وفقًا لدراسة سريرية أجراها باحثون في قسم سرطان الغدد الليمفاوية في كلية طب وايل كورنيل.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، تستهدف مثبطات إنزيم EZH2، الذي يُعرف نشاطه في الخلايا السرطانية الآن بأنه عامل مهم في العديد من أنواع السرطان.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت في Cancer Cell، أن تثبيط إنزيم EZH2 مع العلاج المناعي القائم على الخلايا التائية كان أفضل في تقليص حجم الأورام اللمفاوية غير هودجكينية من العلاج المناعي وحده.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور ويندي بيجولين: "لقد دفعتنا هذه النتائج السريرية المشجعة إلى بدء دراسات تجريبية على مثبط EZH2 مع العلاجات المناعية في مرضى الأورام اللمفاوية".

كانت العلاجات المناعية القائمة على الخلايا التائية، بما في ذلك الخلايا التائية المعدلة وراثيًا المضادة للسرطان والتي تسمى خلايا CAR-T، فعالة في تقليل أو القضاء على علامات السرطان لدى بعض المرضى المصابين بالليمفوما وغيرها من الأورام الخبيثة في الدم.

ومع ذلك، في معظم الحالات، تعود علامات السرطان في النهاية.

تعزيز فاعلية العلاجات المناعية

اقترحت هذه الدراسة أن تثبيط إنزيم EZH2 قد يساعد في تعزيز فعالية ومتانة هذه العلاجات المناعية.

إن إنزيم EZH2 هو إنزيم يساعد عادة في برمجة سلوك الخلية من خلال التحكم في التعبير عن جينات معينة، والآن أصبح من المعروف أن الطفرات في جين EZH2، الذي يجعل الإنزيم أكثر نشاطًا، من السمات المشتركة للأورام اللمفاوية، وقد وجد أن تثبيط هذا الإنزيم يفيد مرضى الأورام اللمفاوية حتى عندما يكون لديهم إنزيم EZH2 غير متحور.

في عام 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على مثبط EZH2 يسمى tazemetostat للاستخدام في المرضى الذين يعانون من الليمفوما الجريبية التي عاودت الظهور أو لم تستجيب للعلاجات القياسية.

تمت الموافقة على مثبط EZH2 الثاني، valemetostat، في اليابان في عام 2022 لعلاج المرضى الذين يعانون من سرطان الدم/الليمفوما الخلوية التائية للبالغين المنتكس أو المقاوم للعلاج.

وقد أظهرت الأبحاث التي أجراها الدكتور بيجولين وآخرون أن نشاط EZH2 يجعل خلايا الليمفوما أقل وضوحًا للجهاز المناعي، ويساعد بشكل عام في خلق بيئة مثبطة للمناعة حول الليمفوما، ومن شأن تثبيط EZH2 أن يعكس هذا التثبيط المناعي، مما يعزز أنشطة الخلايا التائية المضادة للسرطان لدى المرضى وكذلك العلاجات المناعية للخلايا التائية.

أظهرت النتائج أن تثبيط EZH2 بمفرده يعزز من قتل خلايا الليمفوما بواسطة الخلايا التائية، وأن العلاج المسبق بمثبط EZH2 يمكن أن يحسن بشكل كبير من فعالية علاجات الخلايا التائية المناعية ضد هذه الأورام الليمفاوية.

في إحدى التجارب، مكّن العلاج باستخدام tazemetostat بالإضافة إلى خلايا CAR-T 100٪ من الفئران من البقاء على قيد الحياة لمدة الدراسة التي استمرت 40 يومًا وما بعدها، في حين مات معظمهم في غضون 11 يومًا بعد نفس الجرعة من علاج CAR-T وحده.

كانت النتائج متشابهة مع العلاج باستخدام فاليمتوستات بالإضافة إلى العلاج باستخدام مستقبلات الخلايا التائية CAR-T، كما أدى تثبيط EZH2 مع العلاج بالأجسام المضادة ثنائية التخصص إلى زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير مقارنة بالعلاج بالأجسام المضادة ثنائية التخصص وحدها.

ووجد الباحثون أن تثبيط EZH2 عزز تأثيرات هذه العلاجات المناعية ليس فقط من خلال جعل خلايا الليمفوما أكثر وضوحا لهم، ولكن أيضا من خلال آليات أخرى متعددة، بما في ذلك الحد من الخلايا التائية التنظيمية المثبطة للمناعة، وإعادة برمجة الخلايا التائية المضادة للسرطان بطريقة تجعل نشاطها أكثر ديمومة.

ويواصل الباحثون دراسة كيفية تعزيز تثبيط EZH2 للخلايا التائية المضادة للسرطان، وقد يؤدي هذا البحث في يوم من الأيام إلى أهداف علاجية أكثر دقة.