الأربعاء 08 يناير 2025 الموافق 08 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف جديد قد يؤدي إلى علاج لاضطرابات العضلات

الأحد 08/ديسمبر/2024 - 01:30 م
اضطرابات العضلات
اضطرابات العضلات


اكتشف الباحثون آلية في خلايا أجسامنا ضرورية لإنتاج الطاقة في العضلات، وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاج جديد للاضطرابات التي تؤثر على العضلات، مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

في حين أن من المعروف أن التمارين الرياضية مفيدة لصحتنا، إلا أن العديد من الآليات الجزيئية الأساسية لا تزال بحاجة إلى تحديد.

والآن توصل باحثون من جامعة كوبنهاجن إلى معرفة جديدة من شأنها أن تساعدنا على فهم التأثيرات الصحية للتمارين الرياضية، وربما تمهد الطريق لعلاجات جديدة للعديد من الأمراض التي تصيب العضلات.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال ليكي سيلو المؤلف المراسل للورقة الجديدة المنشورة في مجلة Nature Communications: "لقد حددنا آلية جديدة ومهمة لإنتاج الطاقة في خلايا العضلات وأظهرنا أنها يتم تنشيطها من خلال التمارين البدنية، بغض النظر عن العمر والجنس والحالة الصحية".

وفي الدراسة، أثبت الباحثون أن بروتينًا محددًا يلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الطاقة الذي يحدث في مصنع الطاقة في الخلايا، الميتوكوندريا.

وقد فوجئوا عندما وجدوا أنه من خلال التدريب على اللياقة البدنية (ما يسمى بالتمارين الهوائية)، من الممكن في الواقع التحايل على دور هذا البروتين في إنتاج الطاقة.

يقول المؤلف الأول للدراسة، تانج كام فونج فام: "أظهر بحثنا أن التمارين الرياضية يمكن أن تعاكس الأخطاء الجينية في إنتاج الطاقة العضلية. فإذا كان هذا البروتين مفقودًا، يمكن للتمارين الرياضية أن تنشط عمليات بديلة تعمل على إعادة خلق سعة الطاقة العضلية والالتفاف على الخطأ الجيني، وهذا أمر مثير للاهتمام للغاية، لأنه يوضح مدى فائدة التمارين الرياضية في التغلب على الأخطاء الجينية".

علاجات محتملة

ولا يزال الباحثون لا يعرفون بالضبط كيف يمكن للتمارين الرياضية أن تتغلب على هذه العملية، ولكن اكتشافهم قد يساعد في تمهيد الطريق لخيارات علاجية جديدة لعدد من الاضطرابات التي تؤثر على العضلات. ويقول سيلو إن اكتشافهم قد يجعل من الممكن تطوير دواء يحاكي الفوائد الصحية للتمارين الرياضية لدى الأشخاص غير القادرين على ممارسة الرياضة.

وقال المؤلف الأول للدراسة: "إن هذا يفتح المجال أمام تطوير علاجات جديدة لأكثر من 200 اضطراب مختلف مرتبط بعيوب في إنتاج الطاقة في العضلات، ويشمل هذا الاضطرابات الوراثية النادرة في الميتوكوندريا فضلًا عن أمراض أكثر شيوعًا مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية التنكسية ـ حيث يرتبط انخفاض وظيفة العضلات بزيادة معدل الوفيات".

وبالرغم من أن فقدان كتلة العضلات أمر طبيعي، إلا أنه قد يكون مميتًا في بعض مجموعات المرضى، بما في ذلك مرضى السرطان.

وقال سيلو: "عندما يفقد مرضى السرطان كتلة العضلات، فقد لا يتمكنون من الحصول على أفضل علاج متاح، وقد يمنعهم ذلك من الحصول على العلاج الكيميائي الأمثل لقتل الورم، لأن العلاج سام للغاية للمرضى الذين لا يملكون كتلة عضلية كافية، لذا هناك ارتباط قوي بين كتلة العضلات والنشاط البدني، من ناحية، وفرصة البقاء على قيد الحياة من السرطان، من ناحية أخرى".

وأضاف: "لكن إذا تمكنا من زيادة كتلة العضلات لدى المرضى، حتى ولو قليلًا، عندما يبدأون العلاج من السرطان، فقد يحدث ذلك الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لبعض الناس".

البروتين الذي يعد ضروريًا لآلية الميتوكوندريا المكتشفة حديثًا يُعرف باسم SLIRP.

وفي الدراسة، أظهر الباحثون أيضًا أن بروتين SLIRP يعمل على تثبيت الجينات الموجودة في الميتوكوندريا. ومن بين أمور أخرى، يكون بروتين SLIRP مسؤولًا عن ترجمة ما يسمى بـ mRNA إلى بروتينات ضرورية للميتوكوندريا الصحية المنتجة للطاقة، ولكن في حالة غياب بروتين SLIRP، تتضرر الميتوكوندريا ولن تتمكن من إنتاج طاقة كافية. وهذه هي العملية التي يمكن أن تساعد التمارين البدنية في التغلب عليها.

ويؤكد سيلو أننا لن نحصل في المستقبل القريب على حبة دواء لها نفس التأثير الإيجابي الذي تحدثه التمارين الرياضية، ولكن هذه المعرفة الجديدة تقرب الباحثين خطوة من تطوير عقاقير تستهدف الميتوكوندريا، وتحاكي بعض الفوائد الصحية التي توفرها التمارين الرياضية، وقد يحدث هذا فرقًا كبيرًا.

وتابع: "إن التمارين الرياضية هي بمثابة سحر للعضلات. وفي حين يجد معظمنا صعوبة بالغة في النهوض من الأريكة وممارسة التمارين الرياضية، فإن الأمر يصبح أكثر صعوبة إذا كنت مريضًا. لذا سيكون من المدهش أن نتمكن من تحقيق بعض هذا السحر العضلي دون ممارسة التمارين الرياضية، وقد يؤدي ذلك حقًا إلى تحسين نوعية الحياة والصحة لكثير من المرضى".