دراسة تحذر من تعاطي المواد الأفيونية.. قد يؤدي إلى تغيير الدماغ
توصلت دراسة جديدة إلى أن تعاطي المواد الأفيونية قد يؤدي إلى تغيير الدماغ، حيث أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن مدمنين المواد الأفيونية عانوا من تغيرات بنيوية ووظيفية في مناطق معينة من أدمغتهم.
قالت الباحثة الدكتورة سالوني ميهتا، زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم الأشعة والتصوير الطبي الحيوي في كلية الطب بجامعة ييل، إن هدفنا هو فهم ما قد يكون سبب هذه التغيرات بشكل أفضل لإبلاغ أهداف العلاج الجديدة.
في الدراسة التي نُشرت في 10 ديسمبر في مجلة Radiology، قارن الباحثون بين فحوصات الدماغ للأشخاص المدمنين على المواد الأفيونية وفحوصات الدماغ لغير المدمنين، باستخدام فحوصات أجريت بين فبراير 2021 ومايو 2023.
على وجه التحديد، نظر الباحثون في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي البنيوية لـ 103 أشخاص مدمنين على المواد الأفيونية و105 غير مدمنين، وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية لـ 74 مدمنًا و100 من الضوابط.
يمكن لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية قياس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في تدفق الدم، بينما تلتقط الفحوصات البنيوية لقطات لشكل مناطق الدماغ المختلفة.
أظهرت الفحوصات تغييرات في مناطق الدماغ التي تحتوي على كميات كبيرة من مستقبلات الأفيون، كما قال الباحثون.
كانت بعض المناطق مثل المهاد والفص الصدغي الإنسي الأيمن من الدماغ أصغر لدى مدمني المواد الأفيونية، بينما كانت مناطق أخرى مثل المخيخ وجذع الدماغ أكبر.
وقال الباحثون إن هذه المناطق من الدماغ بدت أيضًا أكثر اتصالًا وظيفيًا فيما بينها.
وأظهرت النتائج أيضًا بعض الاختلافات بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالتغيرات الدماغية المرتبطة بإدمان المواد الأفيونية.
وأوضح ميهتا في بيان صحفي، أن هناك دراسات سابقة أجريت على أحجام عينات صغيرة، وكثير منها لم تتضمن أي نساء، أما حجم العينة لدينا فهو متوسط، ونصفها تقريبًا من الإناث.
وأضاف ميهتا، وجدنا أن أنماط التغيير في القشرة الجبهية الأمامية الوسطى - وهي منطقة أساسية تشارك في العديد من حالات الصحة العقلية - كانت مختلفة بين الرجال والنساء في المجموعة التي تعاني من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية.
وهذا يسلط الضوء على أهمية تقييم الاختلافات بين الجنسين في دراسات التصوير العصبي لاضطراب تعاطي المواد الأفيونية.
وقال ميهتا إنه الآن بعد العثور على هذه الاختلافات، سيحقق الباحثون في معناها وكيف قد تؤثر على سلوك الشخص.
وأضاف أن الأبحاث المستقبلية تحتاج أيضًا إلى معرفة ما إذا كانت هذه التغيرات في الدماغ دائمة، أو ما إذا كانت تهدأ بعد أن يتلقى الشخص علاجًا لإدمانه.
والهدف النهائي هو دراسة كيفية ارتباط التغيرات الدماغية لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية بمقاييس النتائج.