أسباب الإعاقة طويلة الأمد بعد السكتة الدماغية
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة سيمون فريزر كيف أن أحد أنواع تلف الدماغ غير المباشر الذي يتم تجاهله يساهم في استمرار الإعاقة بعدالسكتة الدماغية.
تأثر المهاد بالسكتة الدماغية
تظهر الدراسة، التي نُشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، كيف يتأثر المهاد، وهو نوع من مراكز الشبكات المركزية التي تنظم وظائف مثل اللغة والذاكرة والانتباه والحركة، بعد أشهر أو سنوات من تعرض الشخص لسكتة دماغية، على الرغم من عدم تعرضه لأضرار مباشرة.
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قد تؤدي النتائج إلى علاجات جديدة يمكن أن تقلل من عبء السكتة الدماغية المزمنة، والتي تظل واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة في العالم.
يقول فيليب جونستون، المؤلف الرئيسي للدراسة: " تشير نتائجنا إلى أن الضرر غير المباشر الذي يصيب المهاد يلعب دورًا مهمًا وغير مستكشف في النشاط الدماغي غير الطبيعي والإعاقة طويلة الأمد التي غالبًا ما تتبع السكتة الدماغية، ولكن على عكس أنسجة المخ التي تموت بسبب الضرر المباشر الناجم عن آفة السكتة الدماغية، يبدو أن المهاد قد تعرض للتلف ولكنه لا يزال سليمًا إلى حد ما، مما يوفر بعض الأمل في أن العلاجات الجديدة قد تعزز التعافي من خلال استعادة وظيفته، أو منع تعطله في المقام الأول".
وفي الدراسة، سجل الباحثون نشاط الدماغ لدى 18 مريضًا مصابًا بسكتة دماغية مزمنة واستخدموا نماذج كمبيوترية لفهم كيف يعكس هذا النشاط الدماغي وظيفة المهاد غير الطبيعية عند مقارنته بالأفراد الأصحاء.
يقول الباحثون، من خلال دراسة نشاط الدماغ وتشريح الناجين من السكتة الدماغية، إنه يبدو أن هناك صلة بين كمية الضرر غير المباشر الذي يلحق بالمهاد ومستوى الضعف الذي يعاني منه المريض.
يوضح جونستون أن المهاد يتواصل على نطاق واسع مع بقية الدماغ عبر العديد من الاتصالات الطويلة، والتي تسمى المحاور العصبية، مما يجعله عرضة للتلف غير المباشر.
عندما تصاب المحاور العصبية بالسكتة الدماغية في مناطق أخرى من الدماغ، يمكن أن ينتقل الضرر على طول الخلية ويلحق الضرر بالخلايا العصبية في المهاد، مما يتسبب في إعاقة وظيفته.
كما أن هذا الخلل له تأثير متسلسل يتمثل في تعطيل الوظائف التي كان المهاد التالف الآن ينظمها عادة في أجزاء أخرى غير تالفة من الدماغ.
وإذا كانت بعض العلاجات، مثل العقاقير أو تحفيز الدماغ، قادرة على استعادة الوظيفة الطبيعية في المهاد، أو التخفيف من تأثير الضرر الذي ينتقل إلى المهاد وإبقائه يعمل بشكل طبيعي، يعتقد الباحثون أن بعض التأثيرات الطويلة الأمد للسكتة الدماغية يمكن تخفيفها.
يقول ماكنتوش: "تثير هذه النتائج أيضًا العديد من الأسئلة الجديدة حول جوانب الإعاقة بعد السكتة الدماغية التي ترجع إلى خلل غير مباشر في المهاد، وأيها ترجع إلى الضرر المباشر الناجم عن الآفة نفسها".
وأضاف: "قد يتعرض المهاد لأنواع عديدة من الضرر بعد السكتة الدماغية، ولا نعرف ما إذا كان نوع واحد على وجه الخصوص، أو مزيج من الأنواع، هو الذي ينتج النشاط غير الطبيعي في المخ الذي لوحظ في هذه الدراسة، ستكون الخطوة التالية الحاسمة هي التحقيق في كيفية تطور الضرر غير المباشر في المهاد والنشاط غير الطبيعي المرتبط به في المخ بمرور الوقت، وخاصة في الساعات والأيام الأولى بعد السكتة الدماغية ".