الزهايمر.. مؤشرات إيجابية جديدة في مواجهة المرض
أوصت وكالة الأدوية الأوروبية لأول مرة بدواء مصمم لإبطاء تقدم الزهايمر، ويسلط هذا التطور الضوء على الحاجة إلى اختبارات الفحص القادرة على اكتشاف الأفراد في المرحلة المبكرة من المرض دون ظهور أعراض.
اختبارات الدم الواعدة
في مرض الزهايمر، تلعب بعض البروتينات في الدماغ، والتي تسمى بروتينات تاو، دورًا مهمًا عادةً، تساعد بروتينات تاو في تثبيت هياكل خلايا الدماغ، ولكن في مرض الزهايمر، تصبح هذه البروتينات متغيرة بشكل غير طبيعي (مفسفرة) وتبدأ في التكتل معًا، وهذا يتسبب في ضعف أداء خلايا الدماغ وموتها في النهاية.
إن الاختبارات القائمة على الدم تعد مرشحة واعدة للعلامات الحيوية التي تظهر حاليًا دقة عالية في مجموعات البحث، ولكن كيف تتوافق التغيرات في مستويات هذه العلامات الحيوية في البلازما حقًا مع علم الأمراض الأساسي لمرض الزهايمر - وكيف يمكن تفسير نتائجها فيما يتعلق بالتغيرات البيولوجية ومراحل المرض التي تتبعها أدوات التشخيص في الروتين السريري في المستشفيات لسنوات - لا يزال غير واضح.
مجموعة متنوعة من المرضى
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل البيانات من مجموعة عيادة الذاكرة، وفحصوا مستويات المؤشرات الحيوية في البلازما بالاشتراك مع اختبارات التشخيص القياسية والمرحلة البيولوجية للمرض.
وتتكون المجموعة البحثية من مجموعة متنوعة من المرضى المصابين بأمراض مختلفة، تم اختيارهم من بين الأفراد الذين سعوا للحصول على رعاية طبية في مستشفى جامعة كارولينسكا بسبب شكاوى الذاكرة.
تشرح الدكتورة مارينا بلوما: "لقد أجريت الدراسات السابقة على المؤشرات الحيوية للبلازما في الغالب في مجموعات بحثية خاضعة لرقابة جيدة، حيث تم اختيار المرضى بدقة بناءً على معايير إدراج واستبعاد محددة".
وأضافت أنه "في حين أن هذا الأمر له أهمية قصوى - ضمان التجانس العالي، وتعزيز القوة الإحصائية للتحليلات، وتوفير سيطرة أفضل على العوامل المربكة - بمجرد انتقالنا إلى الخطوة التالية من التحقق من صحة المؤشرات الحيوية، فإننا نسعى إلى الحصول على أدلة واقعية لتوليد رؤى تعمل على تحسين القدرة على تفسير وتطبيق هذه الاختبارات في فئاتها المستهدفة".
علامة مزدوجة
توصلت الدراسة إلى أن جميع المؤشرات الحيوية البلازمية التي تم اختبارها (باستثناء NfL) كانت مرتبطة بتراكم الأميلويد المشوه في الدماغ، مما يسلط الضوء على دور الأميلويد في فسفرة تاو.
وقالت الدكتورة بلوما: "تتوافق هذه النتائج مع التقارير الحديثة الأخرى حول هذا الموضوع، وتضيف إلى مجموعة الأدلة الناشئة التي تثبت أن بروتين pTau217 في البلازما هو مؤشر مزدوج لمرض الأميلويد والتاو".
وأضافت: "وعلى عكس هذه المؤشرات الحيوية، كانت مستويات NfL المتزايدة أكثر دلالة على ضمور المخ والتقدم في السن".
ومن بين المؤشرات الحيوية التي تم اختبارها، تم تفسير مستويات البلازما من pTau217 فقط بشكل جيد من خلال المتغيرات السريرية، في حين ظل أكثر من 70% من التباين في المؤشرات الحيوية البلازمية الأخرى غير قابل للتفسير.
توفر هذه الدراسات فهمًا أعمق للعلاقات المعقدة بين المؤشرات الحيوية الجديدة في البلازما وأدوات التشخيص التقليدية الحالية.
ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه المعرفة الجديدة إلى زيادة توافر المؤشرات التشخيصية المبكرة وبالتالي زيادة علاج مرض الزهايمر في المستقبل.