السبت 28 ديسمبر 2024 الموافق 27 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

متى يتحول الكوليسترول الجيد إلى ضار؟

الجمعة 27/ديسمبر/2024 - 10:30 م
الكوليسترول
الكوليسترول


اكتشف باحثون في مستشفى هيوستن ميثوديست أن بعض مكونات ما يسمى بالكوليسترول الجيد، وهي البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL)، قد تكون مرتبطة بزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية.

بقيادة الدكتور هنري جيه باونال، أستاذ الكيمياء الحيوية في الطب في معهد هيوستن ميثوديست للأبحاث، والدكتور خورام ناصر، أخصائي أمراض القلب ورئيس قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في هيوستن ميثوديست، يستخدم فريق البحث أساليب مبتكرة للتحقيق في دور بعض خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب.

قال باونال، المؤلف المشارك في دراسة نشرت في مجلة أبحاث الدهون: "أثناء الفحوصات الروتينية، يتم فحص مستويات الكوليسترول لدى البالغين، والتي تشمل الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الجيد (HDL)"".

وأضاف: "لكن ليس كل الكوليسترول يولد متشابهًا،  وما لا يدركه كثيرون هو أن كل نوع من الكوليسترول له شكلان ـ الكوليسترول الحر، الذي ينشط ويشارك في وظائف الخلايا، والكوليسترول المستري أو المرتبط، وهو أكثر استقرارًا وجاهزًا للتخزين في الجسم، والواقع أن زيادة الكوليسترول الحر، حتى لو كان في صورة بروتينات عالية الكثافة، قد تساهم في الإصابة بأمراض القلب".

في الدراسات ما قبل السريرية، اكتشف فريق البحث أن البروتين الدهني عالي الكثافة الذي يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول الحر من المرجح أن يكون غير فعال.

تفاصيل البحث

للتحقق من صحة نتائجهم وإثبات فرضيتهم، فإنهم الآن في منتصف الطريق لدراسة القلب في هيوستن والتي سيدرسون فيها 400 مريض لديهم مجموعة من تركيزات البروتين الدهني عالي الكثافة في البلازما.

وقال باونال: "النتيجة الأكثر إثارة للدهشة من دراستنا حتى الآن هي أن هناك صلة قوية بين كمية الكوليسترول الحر في البروتين الدهني عالي الكثافة ومدى تراكمه في خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا البلعمية، والتي يمكن أن تساهم في الإصابة بأمراض القلب".

في حين كان يعتقد سابقًا أن نقل الكوليسترول الحر إلى HDL مفيد لصحة القلب من خلال إزالة الكوليسترول الزائد من الأنسجة، قال باونال إن بياناتهم تظهر أنه في سياق تركيزات HDL العالية في البلازما، فإن العكس هو الصحيح، إذ إن نقل الكوليسترول الحر من HDL إلى خلايا الدم البيضاء في الدم والأنسجة قد يؤدي في الواقع إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

يقول الباحثون إنه بمجرد الوصول إلى هدفهم المباشر المتمثل في إظهار أن الكوليسترول الحر الزائد في البروتين الدهني عالي الكثافة يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية الزائدة، فإنهم يخططون لتطوير تشخيصات وعلاجات جديدة لإدارة أمراض القلب، فضلًا عن استخدام الكوليسترول الخالي من البروتين الدهني عالي الكثافة كعلامة حيوية لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات لخفض البروتين الدهني عالي الكثافة.

وقال باونال: "نتوقع أن نتمكن من الوصول إلى هدفنا الأول في أقل من ثلاث سنوات، حيث توجد بعض الأدوية المعروفة التي تؤثر على الكوليسترول الحر في النماذج ما قبل السريرية، لذلك يمكن اختبار ذلك على البشر إذا كانت اختباراتنا تبرر استخدام هذه العلاجات المعروفة".

وإذا نجحوا، يقترح باونال أنهم قد يتمكنون من تطبيق ما يتعلمونه على المرضى في بيئة سريرية في غضون ست سنوات من الآن.