كيف تؤثر السكتة الدماغية على شرايين الجسم عند المصابين بارتفاع ضغط الدم؟

أظهرت دراسة حديثة أن نقص تدفق الدم إلى المخ مؤقتًا، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دائمة في الشرايين الصغيرة في البطن لدى الفئران التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

ونسق الدراسة الدكتور فرانسيسك جيمينيز ألتايو، الباحث في معهد علوم الأعصاب بجامعة ألاباما برمنجهام (INc-UAB) وفي مركز CIBERCV.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، استكشف البحث تأثيرات عقار يسمى SAHA في التخفيف من هذه التغييرات، ووجد أنه منع بعض التغييرات المبكرة في الشرايين وخفض تلف المخ على المدى الطويل.

وبحثت الدراسة المنشورة في مجلة Life Sciences تأثير نقص تروية الدماغ المؤقت على الأوعية الدموية الطرفية في الفئران المصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث يعد ارتفاع ضغط الدم عامل الخطر الرئيسي للسكتة الدماغية.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون بإحداث انقطاع قصير لتدفق الدم إلى المخ وفحصوا تأثير ذلك على وظيفة وبنية الشرايين المساريقية، وقاموا بقياس قدرة الشرايين على الانقباض والاسترخاء، إلى جانب التغيرات البنيوية مثل سمك الجدار، وأعداد الخلايا، ومحتوى الكولاجين، والإجهاد التأكسدي، بعد يوم واحد وثمانية أيام من استعادة تدفق الدم.

وكشفت النتائج أن الحدث الإقفاري أدى إلى إضعاف قدرة الشرايين على الانقباض، وهو التأثير الذي استمر لمدة ثمانية أيام بعد ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الشرايين جدرانًا سميكة وحجمًا متزايدًا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى زيادة ترسب الكولاجين.

ولمعالجة هذه التغيرات، اختبر الفريق إعطاء حمض سوبرويل أنيليد هيدروكساميك (SAHA) أثناء استعادة تدفق الدم.

وقد نجح الدواء في منع بعض التغيرات الشريانية المبكرة وتوفير الحماية طويلة الأمد ضد تلف الدماغ الناجم عن نقص التروية العابر.

وقال أندريا دياز بيريز، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في INc-UAB: "هذه النتائج واعدة بشكل خاص لأن SAHA تمت الموافقة عليها بالفعل لعلاج نوع من السرطان، وفي هذه الدراسة، استخدمنا جرعات تعادل تلك المعطاة للبشر".

وأضاف الدكتور جيمينيز ألتايو، أستاذ في قسم علم الأدوية والعلاجات والسموم في جامعة ألاباما برمنجهام: "يفتح هذا الباب لمزيد من البحث حول ما إذا كان بإمكانه أيضًا تقليل تلف الدماغ المرتبط بالسكتة الدماغية لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم تأثيراته طويلة الأمد على الأوعية الدموية بشكل كامل".

يقدم هذا البحث رؤى جديدة حول كيفية تأثير انقطاع تدفق الدم المؤقت في الدماغ على الأوعية الدموية خارج الجهاز العصبي المركزي، وخاصة في حالات ارتفاع ضغط الدم، كما يسلط الضوء على إمكانات SAHA كعامل وقائي ضد تلف الدماغ المرتبط بالسكتة الدماغية.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتطوير استراتيجيات تمنع تمامًا تلف الأوعية الدموية المستمر في جميع أنحاء الجسم.