مثل الزهايمر.. رؤى جديدة حول مكافحة الأمراض العصبية التنكسية
اكتشف العلماء حليفا قويا في مكافحة الأمراض العصبية التنكسية، وهو مجمع نووي يلعب دورا محوريا في الحفاظ على صحة الخلايا من خلال التوازن البروتيني، الذي يحافظ على عمل الخلايا بشكل صحيح.
ومن خلال قمع هذا المركب، أظهر الباحثون أنه من الممكن الحد بشكل كبير من التأثيرات السامة للبروتينات المسببة لمرض الزهايمر، وتعزيز الدفاعات الطبيعية للخلية من خلال تعزيز تحلل البروتينات الخطرة.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، تنظم هذه الآلية عملية تثبيت البروتين عبر الأنسجة عن طريق تعديل إشارات TGF-β، وهو مسار يشارك في نمو الخلايا وتمايزها وتوازن الأنسجة.
تطوير علاجات جديدة
يفتح هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة ومثيرة لتطوير علاجات جديدة يمكنها إبطاء أو حتى منع أمراض مثل الزهايمر، مما يمنح الأمل في مستقبل من الشيخوخة الصحية.
مع تقدمنا في العمر، يبدأ التوازن المعقد بين توازن البروتينات (التوازن البروتيني) ــ النظام المسؤول عن الحفاظ على صحة الخلايا من خلال ضمان طي البروتينات بشكل صحيح ــ في التدهور.
يؤدي هذا التدهور إلى تراكم التجمعات البروتينية السامة، وهي السمة المميزة والسبب الكامن وراء الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر.
تسلط دراسة جديدة الضوء على طريقة جديدة واعدة لمعالجة هذه المشكلة، مع آثار تمتد إلى ما هو أبعد من البحث الأساسي.
نشرت النتائج في مجلة Nature Cell Biology.
وحدد البحث أن مركبا نوويا، FIB-1-NOL-56، هو لاعب محوري في تنظيم عملية تثبيت البروتين على المستويين الخلوي والكائن الحي، ومن خلال قمع نشاط هذا المركب، لاحظ الفريق انخفاضًا ملحوظًا في التأثيرات السامة لببتيد بيتا اميلويد المرتبط بمرض الزهايمر وبروتين آخر مسبب للمرض في الكائنات الحية النموذجية.
لا يعمل هذا الاكتشاف على تعميق فهمنا لكيفية تعامل الجسم مع الإجهاد الخلوي فحسب، بل إنه يوفر أيضًا الأمل في علاجات مستقبلية يمكن أن تؤخر أو تمنع عددًا لا يحصى من الأمراض العصبية التنكسية المدمرة.
وقال فريق البحث: "إن نتائجنا تتجاوز حدود المختبرات. إذ تؤثر الأمراض العصبية التنكسية على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وتؤثر على الأسر ومقدمي الرعاية، ومن خلال الكشف عن كيفية تواصل الخلايا للحفاظ على سلامة البروتين، فإننا نفتح الباب أمام تطوير أساليب علاجية وقائية يمكنها تأخير ظهور المرض وتحسين نوعية حياة كبار السن بشكل كبير".
إن هذا البحث له أهمية حقيقية يصعب تجاهلها، فالأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر تؤثر على كل أسرة تقريبا، ولا تؤثر على المرضى فحسب، بل وعلى أحبائهم أيضا، والقدرة على إبطاء أو منع هذه الأمراض قد تعني لحظات أكثر أهمية مع الوالدين المسنين، وأزمات صحية أقل، وفترة أطول من الاستقلال لملايين كبار السن.
وبينما يتطلع الفريق إلى ترجمة هذه الاكتشافات إلى علاجات، فإن إمكانية تحسين حياة عدد لا يحصى من الأفراد تزداد وضوحا، ومع استمرار البحث، قد يؤدي هذا النهج إلى مستقبل حيث لا يأتي الشيخوخة جنبًا إلى جنب مع شبح الأمراض العصبية التنكسية.