الأربعاء 08 يناير 2025 الموافق 08 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما تأثير النظام الغذائي المتوسطي على الذاكرة؟

الأربعاء 08/يناير/2025 - 06:00 ص
النظام الغذائي
النظام الغذائي


تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة تولين إلى أن فوائد النظام الغذائي المتوسطي في تعزيز الدماغ قد تعمل عن طريق تغيير توازن البكتيريا في الأمعاء.

في دراسة نشرت في Gut Microbes Reports، وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة تولين أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوسطيًا طوروا أنماطًا مختلفة تمامًا من بكتيريا الأمعاء مقارنة بأولئك الذين يتناولون نظامًا غذائيًا غربيًا نموذجيًا.

ارتبطت هذه التغيرات البكتيرية بذاكرة أفضل وأداء إدراكي.

وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قالت الدكتورة ريبيكا سولش أوتايانو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "نعلم أن ما نأكله يؤثر على وظائف المخ، لكن هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن أن يحدث ذلك. تشير نتائجنا إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي من خلال إعادة تشكيل ميكروبيوم الأمعاء".

نتائج واعدة

وجدت الدراسة أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي متوسطي غني بزيت الزيتون والأسماك والألياف على مدى 14 أسبوعًا أظهرت زيادة في أربعة أنواع مفيدة من بكتيريا الأمعاء وانخفاضًا في خمسة أنواع أخرى مقارنة بالفئران التي تتناول نظامًا غذائيًا غربيًا غنيًا بالدهون المشبعة.

ارتبطت هذه التغييرات البكتيرية بتحسن الأداء في تحديات المتاهة المصممة لاختبار الذاكرة والتعلم.

وعلى وجه التحديد، ارتبطت المستويات المرتفعة من البكتيريا مثل Candidatus Saccharimonas بتحسن الأداء الإدراكي، في حين ارتبطت المستويات المتزايدة من البكتيريا الأخرى، مثل Bifidobacterium، بضعف وظيفة الذاكرة.

وأظهرت المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي المتوسطي أيضًا مرونة معرفية أفضل ــ القدرة على التكيف مع المعلومات الجديدة ــ وتحسنًا في الذاكرة العاملة مقارنة بالمجموعة التي اتبعت النظام الغذائي الغربي. كما حافظت على مستويات أقل من الكوليسترول "الضار" LDL.

هذه الدراسة هي الأولى التي تقيم تأثيرات النظام الغذائي المتوسطي على ميكروبات الأمعاء ونتائج الوظائف الإدراكية مقارنة بالنظام الغذائي الغربي في نموذج القوارض.

استخدم الباحثون فئرانًا صغيرة السن تعادل في عمرها تقريبًا البشر الذين يبلغون من العمر 18 عامًا لنمذجة تأثيرات النظام الغذائي خلال فترة نمو حرجة.

استندت الأنظمة الغذائية على الاستهلاك البشري واستخدمت مكونات تعكس تعقيد الأنظمة الغذائية البشرية.

أظهر النظام الغذائي المتوسطي فوائد واضحة للمرونة الإدراكية والذاكرة وصحة الأمعاء، مما يشير إلى أوجه تشابه محتملة لدى الشباب الذين لا تزال أدمغتهم وأجسادهم في مرحلة النضوج.

قال المؤلف المشارك الدكتور ديميتريوس م. ماراجانوري، رئيس قسم علوم الأعصاب في مؤسسة هربرت جيه هارفي جونيور: "تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المتوسطي أو تأثيراته البيولوجية يمكن تسخيرها لتحسين الأداء الدراسي لدى المراهقين، أو أداء العمل لدى الشباب".

وأضاف أنه "في حين تستند هذه النتائج إلى نماذج حيوانية، إلا أنها تعكس الدراسات البشرية التي تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف".

ويؤكد الباحثون أن هناك حاجة إلى دراسات بشرية أكبر لتأكيد هذه التأثيرات وفهم العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي وبكتيريا الأمعاء ووظيفة المخ لدى الشباب بشكل أفضل.

مكونات النظام الغذائي المتوسطي

بالنسبة لأولئك المهتمين باتباع نمط الأكل المتوسطي، تتضمن المكونات الرئيسية ما يلي:

زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون.

وفرة من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.

الأسماك والبروتينات الخالية من الدهون.

كمية محدودة من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة.

تناول كميات كبيرة من الألياف من مصادر نباتية مختلفة.