اختبار المؤشرات الحيوية.. كيف يمكنه تقليل وفيات سرطان الرئة؟
توصل بحث جديد من كلية الطب بجامعة سانت أندروز إلى أن اختبار المؤشرات الحيوية لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة أدى إلى انخفاض كبير في الوفيات.
أظهرت هذه الدراسة، التي أجريت على 12 ألف شخص من المدخنين والمدخنين السابقين، كيف يمكن للمؤشرات الحيوية - وهي مؤشرات قابلة للقياس للتغيرات البيولوجية - تحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة، مما يؤدي إلى الكشف المبكر وتحسين النتائج بشكل كبير.
اختبار المؤشرات الحيوية.. كيف يمكنه تقليل وفيات سرطان الرئة؟
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قاد البروفيسور فرانك سوليفان، إلى جانب زملاء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية وجامعات دندي وجلاسكو وأبردين ونوتنجهام، تجربة واسعة النطاق شملت 12000 مدخن ومدخن سابق.
وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة PLOS ONE، أن اختبار الأفراد المعرضين للخطر باستخدام المؤشرات الحيوية أدى إلى انخفاض بنسبة 40% في الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة وأسباب أخرى على مدى خمس سنوات.
المؤشرات الحيوية
المؤشرات الحيوية هي مؤشرات قابلة للقياس للعمليات البيولوجية، مثل البروتينات أو المواد الأخرى الموجودة في الدم أو البول.
يمكن لهذه المؤشرات أن تشير إلى التغيرات في الجسم التي قد تشير إلى المرض، بما في ذلك السرطان، حتى قبل ظهور الأعراض.
يُستخدم مصطلح "خزعة السائل" أحيانًا لوصف هذه الطريقة غير الجراحية للكشف.
سرطان الرئة
يظل سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا على مستوى العالم، حيث يُقدر عدد الحالات الجديدة بنحو 2 مليون حالة و1.76 مليون حالة وفاة كل عام.
وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة، إلا أنها غالبًا ما تأتي متأخرة جدًا لأن المرض يتم تشخيصه عادةً في مرحلة متقدمة.
ومن خلال استخدام المؤشرات الحيوية لتحديد الأفراد المعرضين للخطر أو اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الرئة، يمكن أن يساعد هذا النهج في إنقاذ الأرواح من خلال تمكين العلاج المبكر والأكثر فعالية.
يهدف فريق البحث إلى استكشاف كيف يمكن لاختبار المؤشرات الحيوية أن يعزز برامج فحص سرطان الرئة التي يتم تطويرها أو تنفيذها حاليًا في العديد من البلدان.
يمكن أن تعمل هذه الاستراتيجية المستهدفة على تحسين تحديد الأفراد الأكثر عرضة للخطر، مما يضمن استخدام موارد الفحص بكفاءة وفعالية.
أكد الدكتور فرانك سوليفان، أستاذ طب الرعاية الأولية في كلية الطب بجامعة سانت أندروز، على أهمية الكشف المبكر.
وقال: "تظهر هذه الدراسة، إلى جانب دراسات أخرى تستخدم تقنيات التصوير، أن التشخيص المبكر لسرطان الرئة أصبح ممكنًا الآن، وهذا خبر جيد لأنه إذا تم اكتشافه في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فإن العلاجات المحسنة المتاحة الآن لديها فرصة أكبر بكثير للنجاح".
يؤكد هذا العمل الرائد على إمكانات اختبار المؤشرات الحيوية لتحويل تشخيص سرطان الرئة والحد من الوفيات المبكرة على نطاق عالمي.