الأحد 19 يناير 2025 الموافق 19 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان؟

الجمعة 17/يناير/2025 - 09:01 ص
السمنة وخطر الإصابة
السمنة وخطر الإصابة بالسرطان.. أرشيفية


تُعرف السمنة بأنها مشكلة صحية معقدة ومتنامية، وهي مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، تقدم مراجعة شاملة ظهرت في Frontiers of Medicine نظرة ثاقبة على الآليات التي تربط السمنة بخطر الإصابة بالسرطان وتناقش الآثار السريرية المحتملة.

العلاقة بين السمنة وخطر الإصابة بالسرطان

تم تحديد الالتهابات واختلال التوازن الهرموني واختلال تنظيم ميكروبات الأمعاء واضطرابات مستويات الأديبوكين والمحفزات الفيزيائية والكيميائية الحيوية كآليات رئيسية تؤثر من خلالها السمنة على تطور السرطان. 

يعد الالتهاب المزمن منخفض الدرجة في الأنسجة الدهنية، والذي يتميز بزيادة تسلل الخلايا المناعية المسببة للالتهابات وإطلاق السيتوكينات، سمة مهمة للسمنة ويلعب دورًا في التسبب في السرطان.

تساهم الاضطرابات الهرمونية، مثل ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، في تطور السرطانات المرتبطة بالسمنة، وخاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث، كما تتعطل ميكروبات الأمعاء في السمنة، مما يعزز الالتهاب والتسبب في السرطان.

تفرز الأنسجة الدهنية، وهي عضو صماء نشط، الأديبوكينات مثل اللبتين والأديبونيكتين، والتي يمكن أن تعزز أو تمنع تطور السرطان عندما تتغير مستوياتها في السمنة. 

بالإضافة إلى ذلك، تساهم المحفزات الجسدية مثل زيادة الضغط البطني والتليف الخلالي في خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة.

يتم تسليط الضوء على استراتيجيات الوقاية من السرطانات المرتبطة بالسمنة، مع التأكيد على أهمية إدارة الوزن من خلال التدخلات الغذائية والنشاط البدني وجراحة السمنة والعلاج الدوائي.

تعمل التعديلات الغذائية، بما في ذلك الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون والكربوهيدرات والمتوسطية، على تقليل خطر الإصابة بالسرطان من خلال تخفيف الالتهاب والإجهاد التأكسدي. 

ويعمل النشاط البدني المنتظم على تطبيع عملية التمثيل الغذائي المناعي وتخفيف الالتهاب المزمن، مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة.

لقد ثبت أن جراحة السمنة تقلل بشكل كبير من حدوث السرطان بعد الجراحة، تقدم التدخلات الدوائية، بما في ذلك أدوية إنقاص الوزن والأدوية التي تستهدف المسارات المسببة للسرطان، نهجًا غير جراحي للوقاية من السرطان لدى الأفراد المصابين بالسمنة.

وتؤكد المراجعة على الحاجة إلى فهم أعمق للآليات التي تربط بين السمنة والسرطان لتطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج الشخصية.

وتثير تساؤلات حول التأثيرات المميزة للسمنة المكتسبة والوراثية على خطر الإصابة بالسرطان، وتأثير الشيخوخة على هذه التأثيرات، والحلقة المفرغة المحتملة بين تفاقم السمنة، وخلل التوازن في ميكروبات الأمعاء، وتعزيز الإصابة بالسرطان.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف هذه التفاعلات المعقدة وتقييم التأثيرات التفاضلية لاستراتيجيات التدخل المختلفة على خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات المرتبطة بالسمنة.