فعّال وآمن.. تطوير علاج بكتيري غير سام لمواجهة السرطان | تفاصيل
حقق فريق من العلماء تقدما مثيرا وصديقا للمرضى، في تطوير علاج بكتيري غير سام، BacID، لتوصيل الأدوية المضادة للسرطان مباشرة إلى الأورام.
هذه التكنولوجيا الناشئة تحمل وعدًا بعلاج أكثر أمانًا وفعالية للسرطانات ذات معدلات الوفيات المرتفعة، بما في ذلك سرطان الكبد والمبيض وسرطان الثدي النقيلي.
ومن المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية بمشاركة مرضى السرطان في عام 2027.
علاج بكتيري فعال للسرطان
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال نيل فوربس، المؤلف الرئيسي للبحث المنشور مؤخرًا في مجلة Molecular Therapy: "هذا أمر مثير لأننا الآن لدينا كل القطع الحاسمة للحصول على علاج بكتيري فعال للسرطان".
وأضاف المؤلف الرئيسي فيشنو رامان: "إن ما نحاول القيام به هو إطلاق العنان لإمكانات علاج السرطان في مراحله المتأخرة، فالبكتيريا هي موطن طبيعي للأورام، ولأن هذا العلاج مستهدف للغاية، فإنه يمكنه علاج بعض أنواع السرطان دون الآثار الجانبية القاسية التي قد تراها مع العلاجات الأخرى التي يتم تقديمها بشكل منهجي، مثل العلاج الكيميائي".
وتشكل النتائج الجديدة تتويجًا لأكثر من عقد من الأبحاث التي أجراها رامان، والمؤلفة المشاركة نيل فان ديسل.
وقد عمل الفريق على ضبط وتطوير سلالات غير سامة من السالمونيلا المعدلة وراثيا لاستهداف الأورام ومن ثم التحكم في إطلاق الأدوية المضادة للسرطان داخل الخلايا السرطانية.
وبالإضافة إلى حماية الأنسجة السليمة من التلف، فإن منصة علاج السرطان هذه قادرة على تقديم جرعات علاجية أكبر بكثير من الجرعة الموصوفة لأن البكتيريا سهلة التصنيع تنمو بشكل كبير في الأورام.
يقول رامان: "لقد ركزنا على كيفية جعل هذه السلالة آمنة وسهلة الاستخدام حقًا. لقد جعلت خطوات الهندسة الوراثية التي اتخذناها هذه السلالة أكثر أمانًا بما لا يقل عن 100 مرة من أي شيء تم تجربته في الماضي".
وفي سلالة الجيل الثالث هذه، توصل رامان إلى طريقة للتحكم في الوقت الذي تغزو فيه البكتيريا الخلايا السرطانية وتسلم العلاج بعد حقنها في الوريد، وقد أدى هذا إلى تحسين القدرة على استهداف الأورام بتركيزات أعلى من العلاج الدوائي، كما جعل العلاج أكثر أمانًا.
يقول رامان: "في سلالة الجيل الأول، كنا نعتمد بشكل أساسي على دماغ البكتيريا للعثور على الورم وتقديم العلاج، لكننا لم نتمكن من التحكم في وقت حدوث ذلك بالضبط، لذا كانت هناك مخاطر مرتبطة بغزو الخلايا السليمة، فضلًا عن التطهير المبكر للبكتيريا قبل استعمارها للأورام، وأردنا التخفيف من كلا المخاطر".
في وقت مبكر من البحث، اكتشف العلماء أن الأسواط البكتيرية - جزء من الخلية يساعد في الحركة - هي التي تمكن البكتيريا من غزو الخلايا السرطانية، لذلك قاموا بهندسة دائرة وراثية في البكتيريا تعمل على تشغيل إنتاج الأسواط بجرعة بسيطة من الأسبرين بدون وصفة طبية.
بدون مفتاح التشغيل الذي يوفره حمض الساليسيليك، المنتج الأيضي النشط في الدم بعد أن يتناول الشخص الأسبرين، تظل البكتيريا خاملة في الورم.
ويوضح رامان قائلًا: "إن أحد الأجزاء الأساسية لهذه التقنية هو التنشيط المتحكم فيه للسوط، والجزء الأساسي الآخر هو أنه بمجرد دخول البكتيريا إلى الخلايا السرطانية، قمنا بهندسة هذه البكتيريا بحيث تصبح قادرة على الانتحار، وبالتالي فإنها تنفجر من تلقاء نفسها وتنقل العلاج إلى داخل الخلية السرطانية".
وفي الأبحاث السريرية التي أجريت على نماذج الفئران، تم حقن البكتيريا عن طريق الوريد.
يقول رامان: "تنتشر البكتيريا في كل مكان، ولكن بعد ذلك يقوم الجهاز المناعي بتطهير الأنسجة السليمة للأعضاء من البكتيريا الضعيفة بسرعة في غضون يومين، وتستمر البكتيريا في النمو بشكل كبير داخل الأورام فقط خلال تلك الفترة. وفي اليوم الثالث، نعطي جرعة من الأسبرين بدون وصفة طبية لتحفيز البكتيريا على غزو الخلايا السرطانية ثم تقديم العلاج".
وأضاف: "أردنا أن نجعل الأمر بسيطًا قدر الإمكان، حتى يتمكن المريض من الحصول على الحقنة، وبعد 3 أيام، في المنزل، يتناول جرعة فموية من الأسبرين".
يركز الفريق الآن على إعداد العملية للحصول على الموافقة التنظيمية لبدء التجارب السريرية.
ويقول رامان: "لقد شهدنا الكثير من النمو في مجال علاج السرطان القائم على الميكروبات، ونحن فخورون بأن نكون في طليعة هذا المجال".