الإثنين 20 يناير 2025 الموافق 20 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

من وظائفها التحكم في العواطف والكلام.. كيف تتغير المادة الرمادية في أدمغة الأمهات خلال الحمل؟

الأحد 19/يناير/2025 - 10:30 م
الحمل
الحمل


حللت دراسة أجرتها جامعة ألاباما في برمنجهام، أدمغة النساء أثناء الحمل لأول مرة باستخدام تقنيات التصوير العصبي.

وشملت الدراسة أمهات غير حوامل، وأخريات حوامل، للتمييز بين التأثيرات البيولوجية وتلك الناجمة عن تجربة الأمومة.

تبين الأبحاث أن هناك انخفاضًا وتعافيًا جزئيًا لنحو 5% من المادة الرمادية في 94% من إجمالي حجم المادة الرمادية في الدماغ، وخاصة في المناطق المرتبطة بالإدراك الاجتماعي.

ونشر باحثون من جامعة برشلونة المستقلة (UAB)، ومعهد جريجوريو مارانيون لأبحاث الصحة، ومعهد أبحاث مستشفى ديل مار، إلى جانب مؤسسات دولية أخرى، أول دراسة طولية للتصوير العصبي (التصوير بالرنين المغناطيسي) في مجموعة تضم أكثر من مائة امرأة يسعين إلى أن يصبحن أمهات لأول مرة.

تكشف النتائج عن مسار ديناميكي في الدماغ أثناء الحمل وبعد الولادة، يرتبط بشكل كبير بتقلبات الهرمونات الستيرويدية المتأصلة في الحمل، والرفاهية النفسية للأمهات.

نُشرت المقالة، التي قادتها كاميلا سيرفين بارثيت وماجدالينا مارتينيز جارسيا بصفتهما المؤلفين الرئيسيين وأشرف على تنسيقها أوسكار فيلارويا وسوزانا كارمونا، مؤخرًا في مجلة Nature Communications.

تمثل هذه الدراسة تقدمًا حاسمًا في أبحاث دماغ الأم.

تفاصيل الدراسة

في المجمل، حلل الباحثون أدمغة 179 امرأة لدراسة التغيرات البنيوية التي تحدث خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل والأشهر الستة الأولى بعد الولادة، باستخدام فحص تم إجراؤه قبل الحمل كخط أساس. وللمرة الأولى، تضم هذه المجموعة مجموعة من الأمهات غير الحوامل كمجموعة تحكم: النساء اللاتي خضع شركاؤهن للحمل أثناء الدراسة. أتاح إدراج هذه المجموعة من النساء تحديد أن مسار التغيرات في الدماغ يُعزى بشكل أساسي إلى العملية البيولوجية للحمل، وليس إلى تجربة أن تصبح أمًا.

وكشف هذا العمل أن حجم المادة الرمادية في المخ ينخفض ​​خلال الحمل الأول بنسبة تصل إلى 4.9%، مع تعافي جزئي خلال فترة ما بعد الولادة.

وتُلاحظ هذه التغيرات في 94% من المخ، وهي بارزة بشكل خاص في المناطق المرتبطة بالإدراك الاجتماعي.

وتوضح الدراسة أيضًا، لأول مرة، أن تطور هذه التغيرات الشكلية في الدماغ يرتبط بتقلبات في هرموني الإستروجين (كبريتات الإستريول 3 وكبريتات الإسترون)، وهما هرمونان يزدادان بشكل كبير أثناء الحمل ويعودان إلى مستوياتهما الأساسية بعد الولادة. وعلى وجه التحديد، لاحظ الباحثون أن الزيادة الكبيرة ثم الانخفاض اللاحق في مستويات الإستروجين يرتبطان بانخفاض أكبر ثم تعافي لاحق لحجم المادة الرمادية في الدماغ.

أخيرًا، عند تحليل التأثير المحتمل للتغيرات الدماغية على سلوك الأم، اكتشفت هذه الدراسة أن النساء اللاتي لديهن نسبة أعلى من تعافي حجم المادة الرمادية أثناء فترة ما بعد الولادة أبلغن عن ارتباط أكبر مع أطفالهن بعد 6 أشهر من الولادة، وأن رفاهية الأم هي عامل رئيسي يعزز بشكل إيجابي الارتباط بين التغيرات الدماغية والترابط بين الأم والطفل.

تتميز هذه الدراسة، التي تصف بشكل شامل التغيرات الطبيعية في الدماغ أثناء الحمل وبعد الولادة، بحجم العينة والضوابط المنهجية الصارمة، بما في ذلك المجموعات المختارة بعناية والتي سمحت بالتمييز بين التغيرات الخاصة بالحمل وتلك المرتبطة بتجربة الأمومة.

إن البيانات التي تم الحصول عليها لا تشكل مرجعًا رئيسيًا لفهم علم الأعصاب في دماغ الأم فحسب، بل تعمل أيضًا كأساس للدراسات المستقبلية التي تحلل طرق التصوير العصبي الأخرى وعينات أكثر تنوعًا، بما في ذلك النساء المصابات بحالات سريرية مثل اكتئاب ما بعد الولادة، مما يسمح بالتقدم نحو فهم أكثر اكتمالًا وتطبيقًا للدماغ في هذه الفترة الحيوية.