الإثنين 20 يناير 2025 الموافق 20 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما أسباب شيخوخة الدماغ عند المصابين بمرض فقر الدم المنجلي؟

الأحد 19/يناير/2025 - 11:44 م
السكتة الدماغية
السكتة الدماغية


المصابون بمرض فقر الدم المنجلي، وهو مرض مزمن تتكتل فيه خلايا الدم المشوهة واللزجة معا، مما يقلل من توصيل الأكسجين إلى الأعضاء، معرضون لخطر أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية والإعاقة الإدراكية الناتجة عنها.

لكن حتى في غياب السكتة الدماغية، يعاني العديد من هؤلاء المرضى من صعوبات في التذكر والتركيز والتعلم وحل المشكلات، من بين مشاكل إدراكية أخرى، ويواجه العديد منهم تحديات في المدرسة وفي مكان العمل.

وقد نشر فريق متعدد التخصصات من الباحثين والأطباء في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس دراسة تساعد في تفسير كيفية تأثير المرض على الأداء الإدراكي لدى مرضى فقر الدم المنجلي الذين ليس لديهم تاريخ من السكتة الدماغية.

وجد الباحثون أن هؤلاء المشاركين كانت أدمغتهم تبدو أكبر سنا مما كان متوقعا بالنسبة لأعمارهم.

ووجد الفريق أيضا أن الأفراد الذين يعانون من الحرمان الاقتصادي، والذين يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، حتى في غياب مرض فقر الدم المنجلي، كانت أدمغتهم تبدو أكبر سنا.

نُشرت الدراسة في JAMA Network Open.

وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قالت الدكتورة أندريا فورد، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "توضح دراستنا كيف يمكن أن يؤدي المرض المزمن والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض إلى حدوث مشاكل إدراكية".

وأضافت: "لقد وجدنا أن مثل هذه العوامل قد تؤثر على نمو الدماغ و/أو الشيخوخة، مما يؤثر في نهاية المطاف على العمليات العقلية التي تشارك في التفكير والتذكر وحل المشكلات، من بين أمور أخرى".

وأضافت: "إن فهم تأثير مرض فقر الدم المنجلي والحرمان الاقتصادي على بنية الدماغ قد يؤدي إلى علاجات وتدابير وقائية من شأنها أن تحافظ على الوظيفة الإدراكية".

تفاصيل الدراسة

شارك أكثر من 200 شاب بالغ من السود، مصابين أو غير مصابين بمرض فقر الدم المنجلي، يعيشون في سانت لويس والمنطقة المحيطة بها في شرق ميسوري وجنوب غرب إلينوي، في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والاختبارات الإدراكية.

قام الباحثون، ومن بينهم ياشينج تشين، المؤلف الرئيسي للدراسة، بحساب عمر دماغ كل شخص باستخدام أداة للتنبؤ بعمر الدماغ تم تطويرها باستخدام فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي من مجموعة متنوعة تضم أكثر من 14000 شخص سليم في أعمار معروفة. وتمت مقارنة عمر الدماغ المقدر بالعمر الفعلي للفرد.

وجد الباحثون أن المشاركين المصابين بمرض فقر الدم المنجلي كانت أدمغتهم تبدو أكبر سنًا بمتوسط ​​14 عامًا من أعمارهم الحقيقية.

كما سجل المشاركون المصابون بمرض فقر الدم المنجلي الذين تبدو أدمغتهم أكبر سنًا درجات أقل في الاختبارات المعرفية.

ووجدت الدراسة أيضًا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي يرتبط بعمر الدماغ. ففي المتوسط، وجد فجوة مدتها سبع سنوات بين عمر الدماغ والعمر الفعلي للمشاركين في الأفراد الأصحاء الذين يعانون من الفقر.

كلما كان الحرمان الاقتصادي أشد، كلما بدت أدمغة هؤلاء المشاركين في الدراسة أكبر سنًا.

تتقلص أدمغة الأشخاص السليمة مع تقدمهم في السن، في حين أن الانكماش المبكر هو سمة مميزة للأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر. ولكن الدماغ الأصغر الذي يبدو أكبر سنًا يمكن أن ينتج أيضًا عن توقف النمو في وقت مبكر من الحياة.

وأوضح فورد أن مرض فقر الدم المنجلي خلقي، ويحرم المخ النامي من الأكسجين بشكل مزمن، وربما يؤثر على نموه منذ الولادة.

كما يعاني الأطفال المعرضون للحرمان الاقتصادي والفقر على المدى الطويل من تحديات معرفية تؤثر على أدائهم الأكاديمي.

وكجزء من الدراسة نفسها، يقوم الباحثون مرة أخرى بإجراء اختبارات معرفية ومسح أدمغة نفس المشاركين الأصحاء والمصابين بخلايا الدم المنجلية بعد 3 سنوات من المسح الأول للتحقيق فيما إذا كانت الأدمغة التي تبدو أكبر سنًا قد تقدمت في السن قبل الأوان، أو ما إذا كان نموها قد توقف.