التوصل لـ جين في المخ مسؤول عن زيادة الوزن.. خطوة مهمة لمواجهة المشكلة
أظهرت دراسة، أن الطفرات في جين يسمى OTP تسبب السمنة من خلال التحكم في إنتاج جين آخر يستهدفه بالفعل دواء مضاد للسمنة.
يمكن أن تؤدي نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوث ويسترن، والتي نُشرت في مجلة Science Translational Medicine، إلى علاجات جديدة لبعض أنواع السمنة، وهي مشكلة صحية متنامية تؤثر حاليًا على أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال المؤلف المشارك الدكتور تشين ليو: "تكشف دراستنا عن الأساس الجزيئي للسمنة المفرطة في مجموعة من المرضى وتقترح علاجًا محتملًا".
الوطاء وتناول الطعام
وأوضح الدكتور ليو أن الدافع الذي يدفع البشر والحيوانات الأخرى إلى تناول الطعام أو عدم تناوله يتم التحكم فيه إلى حد كبير من قبل جزء من الدماغ يسمى الوطاء.
وكجزء من هذه الآلية المعقدة، يرتبط بروتين يسمى مستقبل الميلانوكورتين 4 (MC4R)، والذي يوجد على سطح بعض الخلايا العصبية في الوطاء، ببروتينات مختلفة تعمل إما على قمع الجوع أو زيادته.
وأظهرت دراسات سابقة أن الطفرات التي تسبب فقدان وظيفة MC4R تؤدي إلى السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة، وأن الطفرات التي تزيد من نشاط MC4R ترتبط بالحماية من السمنة.
ومع ذلك، قال الدكتور ليو، من المدهش أننا لا نعرف إلا القليل عن كيفية تحكم الخلايا العصبية في كمية مستقبلات MC4R، والتي تؤثر بدورها على مقدار حماية هذا البروتين من السمنة.
للإجابة على هذا السؤال، أجرى الدكتور ليو وزملاؤه في مختبر ليو اختبارات على الفئران لتحديد الجينات المسؤولة عن إنتاج مستقبلات MC4R في الخلايا العصبية تحت المهادية.
وسرعان ما ركزوا على جين OTP، الذي ينتج بروتينًا في كل من الفئران والبشر يبدو أنه يرتبط مباشرة بتسلسلات الحمض النووي التي تتحكم في التعبير عن مستقبلات MC4R.
وتشير هذه العوامل إلى أن جين OTP قد ينظم إنتاج مستقبلات MC4R.
عندما قام الباحثون بتعديل الفئران وراثيًا لإيقاف تشغيل OTP، اكتسبت هذه الحيوانات وزنًا كبيرًا وأصبحت بدينة عند تحويلها إلى نظام غذائي عالي الدهون.
وكشفت نظرة فاحصة أن زيادة وزنها كانت بسبب زيادة تناول الطعام. وأظهر المزيد من التحقيق أن الحيوانات المعدلة أنتجت MC4R أقل بكثير من زملائها في القمامة، مما أضاف دليلًا على أن OTP يؤثر على مقدار MC4R الذي تنتجه الخلايا العصبية تحت المهاد.
وللتأكد بشكل أكبر من الدور المشتبه به لـ OTP، عمل فريق الدكتور ليو مع مجموعة في جامعة كامبريدج في إنجلترا والتي ربطت بين السمنة المفرطة لدى بعض الأطفال وطفرات فقدان الوظيفة في OTP.
بعد توليد فئران بنفس الطفرة التي حملها أحد الأطفال، وجد الباحثون أن هذه الحيوانات أصيبت بالسمنة المبكرة وارتفاع نسبة الكوليسترول ومرض الكبد الدهني ومرض السكري من النوع 2 - وهي كلها مشاكل عانى منها الطفل أيضًا.
عندما عالج العلماء الفئران بسيتميلانوتيد، وهو دواء يستخدم لعلاج شكل وراثي نادر من السمنة الناجمة عن نقص في إشارات MC4R، انعكست هذه المشاكل الصحية تدريجيًا.
وقال الدكتور ليو إن هذه النتائج مجتمعة تشير إلى أن OTP هو أحد الجينات القليلة التي ربطها العلماء بالسمنة البشرية.
وأشار بحث في البنك الحيوي البريطاني إلى أن العديد من الأشخاص الذين لديهم طفرات في هذا الجين أبلغوا عن مشاكل تتعلق بالسمنة.
وأضاف الدكتور ليو أن سيتميلانوتيد قد يكون مفيدًا في علاج السمنة لدى هؤلاء المرضى أيضًا.