انخفاض ضغط الدم لمرضى السكري قد يقلل أمراض القلب| دراسة

وجد باحثون أن المصابين بداء السكري من النوع 2 يعانون من عدد أقل بكثير من النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب والوفيات الناجمة عن أمراض القلب عندما كان ضغط الدم لديهم أقل من الهدف القياسي الحالي.

يقدم البحث، الذي نُشر في مجلة نيو إنجلاند الطبية، أدلة لتطوير إرشادات سريرية جديدة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية في هذا السكان المتزايد.

وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال الدكتور جيانج هي، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "توفر هذه النتائج الدعم للسيطرة المكثفة على ضغط الدم الانقباضي لدى مرضى السكري لمنع الأحداث القلبية الوعائية الكبرى".

ضغط الدم الانقباضي

يقيس ضغط الدم الانقباضي، وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم السريرية، الضغط الذي يدفعه الدم ضد جدران الشرايين عندما ينبض القلب.

وقد أوضح الدكتور هي أن أغلب الإرشادات السريرية الحالية توصي مرضى السكري من النوع الثاني بالحفاظ على ضغط دم انقباضي أقل من 130 ملم زئبق.

ومع ذلك، لا يوجد سوى القليل من الأدلة التي تدعم هذه التوصية.

أظهرت تجربة التدخل في ضغط الدم الانقباضي انخفاضًا كبيرًا في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية لدى المشاركين الذين كان هدف العلاج الانقباضي لديهم أقل من 120 مقارنة بأولئك الذين كان هدفهم أقل من 140.

ومع ذلك، لم يتم تضمين أي مرضى مصابين بمرض السكري في هذه الدراسة.

ولفهم أفضل لما إذا كان انخفاض ضغط الدم الانقباضي قد يكون له فائدة قلبية وعائية لمرضى السكري، أطلق الدكتور هي وزملاؤه تجربة هدف التحكم في ضغط الدم في مرضى السكري.

وقد جند الباحثون 12821 مريضًا مصابًا بمرض السكري من النوع 2 والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي ويعتبرون معرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كان متوسط ​​أعمار المرضى حوالي 64 عامًا، وكان حوالي 45٪ منهم من النساء.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على مجموعتين تستهدفان أهدافًا مختلفة لضغط الدم الانقباضي: إما هدف علاج قياسي أقل من 140 أو هدف علاج مكثف أقل من 120. وتم تشجيع الأطباء على استخدام أدوية خفض ضغط الدم الموصى بها في الإرشادات السريرية لتحقيق هذه الأهداف.

على مدى 5 سنوات، تم متابعة المشاركين لتتبع ضغط الدم لديهم، وأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية، بما في ذلك السكتات الدماغية غير المميتة والنوبات القلبية، والعلاج أو الاستشفاء بسبب قصور القلب، والوفاة بسبب أسباب القلب والأوعية الدموية، والأحداث السلبية المرتبطة بعلاج ارتفاع ضغط الدم.

وبعد أن بدأ المشاركون في تناول أدوية ضغط الدم، انخفض ضغط الدم الانقباضي لديهم بسرعة إلى ما يقرب من الأرقام المستهدفة أو ضمنها.

في فترة المتابعة التي استمرت لمدة عام، كان متوسط ​​ضغط الدم الانقباضي لدى 6407 مريضًا في المجموعة المستهدفة القياسية 133.2، وكان متوسط ​​ضغط الدم الانقباضي لدى 6414 مريضًا في المجموعة المستهدفة المكثفة 121.6.

وفي متابعتهم لمدة 4 سنوات، كان الفرق في الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية بين المجموعتين واضحًا: حيث قال الدكتور هي إن العلاج المكثف لضغط الدم أدى إلى تقليل أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 21% مقارنة بالعلاج القياسي.

في حين شهدت المجموعة المستهدفة القياسية 492 حدثًا، معظمها سكتات دماغية، لم تشهد المجموعة المستهدفة المكثفة سوى 393 حدثًا، وهو فارق كبير إحصائيًا.

واجهت كلتا المجموعتين أعدادًا مماثلة من الأحداث السلبية الخطيرة، على الرغم من أن المجموعة المستهدفة المكثفة شهدت المزيد من حالات انخفاض ضغط الدم (انخفاض ضغط الدم بشكل مفرط) وفرط بوتاسيوم الدم (زيادة البوتاسيوم في الدم).

وقال الدكتور هي إن هذه النتائج تثبت أن العلاج الأكثر فعالية لارتفاع ضغط الدم والذي يحقق قراءة انقباضية أقرب إلى 120 يمكن أن يمنع المزيد من الأحداث القلبية الوعائية لدى مرضى السكري من النوع 2.

وأضاف أن هذه النتائج تدعم تطوير إرشادات سريرية جديدة لخفض ضغط الدم بشكل أكبر لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.