ضمن مكونات الجهاز المناعي الأساسية.. تحديد آلية الإصلاح الذاتي للغدة الزعترية
أثبت فريق من الباحثين الدوليين طريقة لتعزيز وظيفة الغدة الزعترية بعد التلف في الدراسات السريرية السابقة.
توضح نتائج دراسة الفريق، التي نُشرت اليوم في مجلة Immunity، اكتشافهم لنوع معين من الخلايا التنظيمية T التي يمكنها العودة إلى الغدة الزعترية وإصلاح العضو عندما يتلف.
الغدة الزعترية
بين الرئتين وأمام القلب توجد غدة صغيرة تسمى الغدة الزعترية التي تمارس قوة لا تصدق على صحة الإنسان من خلال إنتاج الخلايا التائية، وهي مكونات أساسية لجهاز المناعة لدينا.
في مرضى السرطان، يمكن لبعض العلاجات، جنبًا إلى جنب مع الشيخوخة والإجهاد، أن تستنزف إنتاج الخلايا التائية، مما يجعل الأفراد عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض الإضافية.
قال المؤلف الرئيسي أندري ليماركيز: "إن اكتشافنا - إعادة تدوير الخلايا التنظيمية T إلى الغدة الزعترية، يعزز الإصلاح من خلال عملية لم يتم وصفها من قبل وتمثل مسارًا جديدًا للتجديد في الغدة".
وأضاف: "تفتح النتائج زاوية ترجمة جديدة لمعالجة إجهاد الغدة الزعترية وتلفها".
دور الغدة الزعترية
على مدار الحياة، يواجه جسم الإنسان مجموعة واسعة من التهديدات من البكتيريا والفيروسات وغيرها من المخاطر، مثل السرطان.
تحارب الخلايا التائية، التي ينتجها الغدة الزعترية، مسببات الأمراض والأورام الخبيثة من خلال الهجوم المباشر أو عن طريق تعليم الخلايا المناعية الأخرى كيفية إزالة التهديدات.
وأوضح الدكتور ليماركيز: "نظرًا لوجود العديد من التهديدات المختلفة هناك، فنحن بحاجة إلى تنوع لا يصدق من هؤلاء الجنود، أو الخلايا المناعية، للدفاع عنا، لكننا نحتاج أيضًا إلى نوع من التحكم، حتى لا نتعرض لحرب أهلية في أجسامنا، مثل مرض المناعة الذاتية، وهذا يتطلب مدرسة لتعليم هذه الخلايا لحمايتنا، وهذه المدرسة هي الغدة الزعترية".
ولسوء الحظ، فإن الغدة الزعترية معرضة بشكل كبير للإصابة بسبب الإجهاد، والالتهابات، والشيخوخة، وعلاجات السرطان.
يقول الدكتور ليماركيز: "إذا تلقيت علاجات للسرطان، فإن الغدة الزعترية سوف تنكمش، وبدون بعض المساعدة على النمو مرة أخرى، لن يحصل المرضى على ما يسمى بإعادة بناء المناعة، حيث يتم إنتاج خلايا T واقية جديدة، ويحاول عملنا تعزيز الغدة الزعترية لدى المرضى الذين قد يفقدون هذه الحماية الأساسية".
شرع الدكتور ليماركيس وفريق البحث في استكشاف آليات تجديد الغدة الزعترية في وضعين، علاجات السرطان والشيخوخة، والتي تسير معًا لأن مرضى السرطان المسنين معرضون بشدة للإصابة بالعدوى.
درس العلماء أولًا الإصابات المرتبطة بالعلاج في نماذج الفئران لفهم كيفية تلف الغدة الزعترية وفي أي ظروف تبدأ في التعافي، ثم قاموا بدمج تقنيات التصوير والتحليل مع التعلم الآلي لتحديد مسارات محددة يتم تنشيطها أثناء التجديد.
لقد اكتشفوا مجموعة جديدة وغير موصوفة من الخلايا التنظيمية للغدة الزعترية (Tregs) والتي تتراكم في الغدة الزعترية بعد الإصابة وتفرز عامل نمو يسمى أمفيريجولين.
وقد تمكن الدكتور ليماركيس وزملاؤه من إظهار أنه عندما أضيفت هذه الخلايا التنظيمية إلى مجرى الدم عن طريق الوريد، فقد وجدت طريقها مرة أخرى إلى الغدة الزعترية حيث ساعد الأمفيريجولين بعد ذلك في تعليم الغدة الزعترية تجديد وتطوير المزيد من الخلايا التائية.
بعد ذلك، اختبروا نتائجهم في عينات من الأنسجة البشرية ورأوا نفس النتائج.
وقال الدكتور ليماركيز: "لقد تمكنا من الانتقال من الرؤى الميكانيكية لدى الفئران إلى رؤية نفس المسارات تعمل في البيئة البشرية".
وأضاف: "هناك الكثير من العلاجات الخلوية التبنيية في الوقت الحالي في مجال الخلايا التنظيمية التائية، لذا فإن هذا يفتح المجال أمام اتباع نهج ترجمي حيث يمكن استخدام هذه المجموعة الفرعية من الخلايا التنظيمية التائية لتجديد الأنسجة، وخاصة في الغدة الزعترية والجهاز المناعي".
وقال إن الباحثين فوجئوا أيضًا عندما وجدوا أن النتائج امتدت إلى الفئران الأكبر سنًا أيضًا، حيث كان يُعتقد أن فقدان وظيفة الغدة الزعترية بسبب الشيخوخة قد لا يكون قابلًا للعلاج.
وقال الدكتور ليماركيز: "هناك دراسات حديثة تظهر أنه في حالة فقدان وظيفة الغدة الزعترية مع التقدم في السن، فإنك ستعاني من زيادة معدل الوفيات بسبب ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان والالتهابات وأمراض المناعة الذاتية".
وأضاف: "ما تمكنا من إظهاره هو أنه عندما نقلنا الخلايا التنظيمية التائية إلى فئران مسنة تتلقى علاجات السرطان، فقد تمكنا من تعزيز وظيفتها، وليس الغدة الزعترية الصغيرة فقط هي التي يمكن أن تكون متقبلة لهذه الإشارات للتجدد، بل حتى الغدة الزعترية في المرضى الأكبر سنًا الذين يتلقون علاجات السرطان".
