الأحد 02 فبراير 2025 الموافق 03 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

محاذير صحية عند علاج مرضى سرطان البروستاتا.. تحدث في هذه الحالة

الأحد 02/فبراير/2025 - 02:00 ص
سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا


قد يواجه الرجال الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا والذين يعانون من آثار جانبية في وقت مبكر من العلاج، خطرا أعلى للإصابة بمشكلات صحية خطيرة في المسالك البولية والأمعاء على المدى الطويل.

محاذير صحية عند علاج مرضى سرطان البروستاتا.. تحدث في هذه الحالة

جاء ذلك وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون من مركز UCLA Health Jonsson الشامل للسرطان.

توصلت الدراسة إلى أن المرضى الذين عانوا من آثار جانبية حادة -  معتدلة في المسالك البولية في الأشهر الثلاثة الأولى بعد العلاج بالإشعاع كانوا أكثر عرضة بنحو الضعف للإصابة بمضاعفات بولية متأخرة بعد سنوات مقارنة بمن لم تظهر عليهم أعراض مبكرة.

وعلى نحو مماثل، كان لدى المرضى الذين عانوا من آثار جانبية مبكرة في الأمعاء خطر الإصابة بمشاكل الأمعاء المزمنة بنحو الضعف.

تسلط النتائج، التي نشرت في مجلة لانسيت لعلم الأورام، الضوء على أهمية تطوير استراتيجيات لإدارة السموم الحادة بشكل أفضل للمساعدة في تحسين النتائج طويلة الأمد ونوعية الحياة للمرضى.

قال الدكتور عمار كيشان، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الأورام الإشعاعية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والمؤلف الرئيسي للدراسة: "يعيش الرجال المصابون بسرطان البروستاتا عمرًا أطول من أي وقت مضى، وهدفنا هو تقليل مخاطر السموم المتأخرة، مثل صعوبة التبول أو النزيف الشرجي، والتي يمكن أن تؤثر على جودة حياة المريض لسنوات".

وأضاف: "تسلط هذه الدراسة الضوء على الابتكارات التي نطورها، مثل استخدام هوامش علاج أصغر في إشعاع البروستاتا لتقليل الآثار الجانبية المبكرة، والتي يمكن أن تؤدي إلى فوائد دائمة من خلال تقليل خطر حدوث مضاعفات طويلة الأمد للمرضى".

سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا هو السرطان الأكثر شيوعًا بين الرجال، وغالبًا ما يكون العلاج الإشعاعي بمثابة علاج أساسي لسرطان البروستاتا الموضعي، وغالبًا ما ينطوي على جرعات أعلى للسيطرة على المرض بشكل أفضل.

وفي حين أن هذا النهج يسيطر على السرطان بشكل فعال، إلا أنه يمكن أن يضر أيضًا بالأنسجة السليمة القريبة، مما يسبب آثارًا جانبية حادة ومتأخرة.

تشير السمية الحادة إلى الآثار الجانبية التي تحدث أثناء العلاج أو خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد انتهائه، وهي مؤقتة عادةً.

تشمل الآثار الجانبية البولية الشائعة زيادة وتيرة التبول وصعوبة التبول وعدم الراحة أثناء التبول.

قد تشمل الآثار الجانبية المرتبطة بالأمعاء برازًا أكثر ليونة أو إسهالًا، بالإضافة إلى عدم الراحة في المستقيم أثناء حركات الأمعاء.

من ناحية أخرى، قد تظهر التسممات المتأخرة بعد أشهر أو حتى سنوات وقد تستمر لسنوات.

وتشمل التسممات البولية المتأخرة تضييق مجرى البول ووجود دم في البول.

تشمل التسممات المعوية المتأخرة وجود دم في البراز أو وجود قرحة في جدار المستقيم.

وغالبًا ما يكون لهذه المشكلات تأثير أكبر على جودة حياة الشخص مقارنة بالآثار الجانبية الحادة.

في حين أن السمية الحادة والمتأخرة تنتج عن تأثير الإشعاع على الأنسجة السليمة، إلا أن العلاقة بين الاثنين لم تتم دراستها بشكل جيد، وخاصة باستخدام البيانات واسعة النطاق.

لفهم هذه العلاقة بشكل أفضل، قام الباحثون بتحليل بيانات من أكثر من 6500 مريض من ست تجارب سريرية عشوائية من المرحلة الثالثة والتي شاركت بيانات مفصلة على مستوى الفرد حول الآثار الجانبية قصيرة المدى وطويلة المدى التي تؤثر على الجهاز البولي والأمعاء.

ووجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من آثار جانبية متوسطة أو أسوأ في وقت مبكر كانوا أكثر عرضة للإصابة بآثار جانبية شديدة في وقت متأخر، حتى بعد سنوات من العلاج، وكان الرجال الذين يعانون من مشاكل في المسالك البولية أو الأمعاء في وقت مبكر أكثر عرضة للإبلاغ عن انخفاض كبير في قدرتهم على إدارة الأنشطة اليومية وجودة الحياة بشكل عام.

بالنسبة للسمية البولية، أدى التعرض للسمية الحادة إلى زيادة معدل السمية المتأخرة من 7.5% إلى 12.5%، وبالنسبة للسمية المعوية، أدى التعرض للسمية الحادة إلى زيادة معدل السمية المتأخرة من 12.7% إلى 22.5%.

كانت احتمالات حدوث انخفاض كبير سريريًا في جودة الحياة البولية أعلى بمقدار 1.4 مرة لدى الرجال الذين يعانون من سمية بولية حادة معتدلة.

كانت احتمالات حدوث انخفاض كبير سريريًا في جودة الحياة المعوية أعلى بمقدار 1.5 مرة لدى الرجال الذين يعانون من سمية معوية حادة معتدلة.

قال الدكتور جون نيكيتاس، وهو طبيب مقيم في قسم الأورام الإشعاعية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والمؤلف الأول للدراسة: "تُظهر هذه النتائج أن السمية الحادة التي تعقب العلاج الإشعاعي للبروستات ترتبط بالسمية المتأخرة بعد أشهر وسنوات، وهذا يؤكد على أهمية التدابير التي تقلل من خطر السمية الحادة لأنها قد تعمل أيضًا على تحسين النتائج طويلة الأمد ونوعية الحياة للمرضى".

وأكد كيشان، الذي يعمل أيضًا باحثًا في مركز UCLA Health Jonsson الشامل للسرطان، على التأثير المحتمل للتقنيات الأحدث في تقليل السمية الحادة والمتأخرة.

وقال كيشان: "إن تقليل الآثار الجانبية المبكرة من خلال تقنيات متقدمة مثل الإشعاع الموجه بالرنين المغناطيسي، والذي يسمح باستهداف أكثر دقة للأورام، وطرق الحفاظ على مجرى البول، والتي تستخدم الفواصل بين البروستاتا لحماية الأنسجة المحيطة والمستقيم، يمكن أن يساعد بشكل محتمل في تقليل مخاطر الآثار الجانبية الدائمة".

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت الاستراتيجيات المحددة للحد من الآثار الجانبية المبكرة ستحسن النتائج على المدى الطويل، وما إذا كان علاج الآثار الجانبية قصيرة الأمد في وقت مبكر يمكن أن يساعد في منع المضاعفات طويلة الأمد.