ما علاقة تلوث الهواء بتلف الكبد ومرض الكبد الدهني؟
تشير دراسة جديدة أجريت على الفئران إلى أن التعرض طويل الأمد لمستويات منخفضة من تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور يضر الكبد وقد يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي.
الكبد الدهني
الكبد الدهني، هو مرض الكبد الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ويحدث عندما تتراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد.
يمكن أن يؤدي الكبد الدهني إلى الالتهاب والتندب (تليف الكبد) وزيادة خطر الإصابة بالسرطان وفشل الكبد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور هوي تشين، من جامعة سيدني للتكنولوجيا: "نعتقد أن تلوث الهواء يضر برئتي الإنسان، لكن له تأثير أوسع على الصحة بما في ذلك الكبد".
وأضاف: "يعتبر الكبد عنصرًا أساسيًا في عملية التمثيل الغذائي، فهو يتخلص من السموم، وينظم نسبة السكر في الدم، وينتج الفيتامينات والبروتينات الأساسية، فضلًا عن العديد من الوظائف الأخرى، وإذا لم يكن الكبد يعمل بشكل صحيح، فقد يشعر الناس بالتعب والإعياء بسبب اضطراب عملية التمثيل الغذائي".
وأردف: "عندما نستنشق تلوث الهواء، تدخل الجزيئات الصغيرة جدًا المعروفة باسم PM2.5 إلى مجرى الدم عبر الرئتين، ثم يقوم الكبد، الذي يقوم بتصفية السموم من الدم، بتراكم هذه المواد، والتي يمكن أن تشمل المعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والرصاص والنيكل والزنك".
يدرس البروفيسور جاكوب جورج، المتخصص في أمراض الكبد ومدير مركز ستور للكبد في معهد ويست ميد للأبحاث الطبية، أسباب أمراض الكبد والسرطان، وهو أحد مؤلفي الدراسة.
وقال البروفيسور جورج: "يعاني حوالي واحد من كل ثلاثة بالغين في أستراليا من مرض الكبد الدهني، وهو أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو مرض السكري".
وقال البروفيسور تشين: "إن عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي السيئ، وقلة ممارسة الرياضة، والإفراط في تناول الكحوليات تساهم في تطور الكبد الدهني، إلا أن هذا البحث يشير إلى أن البيئة المحيطة بك، وخاصة التعرض لتلوث الهواء الناجم عن حركة المرور، قد تكون أيضًا عاملًا مساهمًا".
نُشرت الدراسة، بعنوان "التعرض لفترات طويلة لجرعات منخفضة من الجسيمات PM2.5 الصادرة عن حركة المرور يسبب اضطراب الكبد الدهني في الفئران"، في مجلة العلوم البيئية.
قام الباحثون بتعريض الفئران لجرعة (10 ميكروجرام يوميا من جزيئات PM 2.5 المشتقة من حركة المرور) تعكس التعرض البشري النموذجي في سيدني، والتي تم جمعها من طريق رئيسي في سيدني.
تم قياس علامات الالتهاب والتليف، أو الندبات، وكذلك التغيرات في سكريات الكبد والدهون، في الأسابيع الأربعة والثامنة والثانية عشر.
قال المؤلف الأول الدكتور مين فينج: "كان التأثير تراكميًا، فبعد أربعة أسابيع لم نشهد تغييرًا كبيرًا، ولكن بعد ثمانية أسابيع حدث خلل في الوظيفة الأيضية الطبيعية للكبد، وبحلول 12 أسبوعًا تمكنا من رؤية تغييرات كبيرة".
يؤدي التعرض لجزيئات تلوث الهواء إلى تراكم المزيد من الخلايا المناعية في الكبد وزيادة الالتهاب، كما يؤدي أيضًا إلى تكوين المزيد من الأنسجة الندبية.
ارتفعت قدرة الكبد على معالجة الدهون، كما زادت الدهون الضارة المحتملة مثل الدهون الثلاثية، وثنائي أسيل الجلسرين، والسيراميد.
وفي الوقت نفسه، خزن الكبد كمية أقل من السكر للحصول على الطاقة.
اكتشف الباحثون تغييرات في 64 بروتينًا وظيفيًا محددًا في الكبد، يرتبط العديد منها بحالات مثل مرض الكبد الدهني، وخلل في جهاز المناعة، والعمليات المرتبطة بالسرطان.
وقال البروفيسور تشين: "أظهرت الأبحاث السابقة أن التعرض للهواء الملوث بشدة يرتبط باضطرابات الكبد، ومع ذلك، تكشف هذه الدراسة أن حتى المستويات المنخفضة يمكن أن تسبب الضرر، وتشير إلى أنه لا يوجد مستوى آمن للتعرض لتلوث الهواء الناجم عن حركة المرور".