مرض شائع مرتبط بارتفاع خطر الانتحار.. وهذا النوع يشكل الخطر الأكبر
الصداع مرض شائع يعاني منه كثير من الناس، وغالبًا ما يعطل حياتهم اليومية ورفاهيتهم، ومع ذلك، قد تتجاوز آثار الصداع الألم النابض وانخفاض جودة الحياة، حيث تشير الأبحاث الجديدة إلى وجود ارتباط مقلق بخطر الانتحار المرتفع بشكل كبير.
هل الصداع يؤدي إلى الانتحار؟
تكشف النتائج المذهلة التي نُشرت في مجلة JAMA Neurology أن خطر محاولة الانتحار أعلى مرتين بين الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالصداع مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من الصداع، في حين أن خطر الانتحار الكامل أعلى بنسبة 40٪.
جاءت النتائج بعد تقييم جميع أنواع الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي، والصداع الناتج عن التوتر، والصداع التالي للصدمة، والصداع اللاإرادي ثلاثي التوائم بين أكثر من 100000 مريض بالصداع في الدنمارك. وتم متابعة المشاركين لمدة 15 عامًا تقريبًا.
كتب الباحثون في الدراسة، أن الارتباط القوي والمستمر بمحاولة الانتحار والانتحار الكامل عبر اضطرابات الصداع يشير إلى أن المرضى الذين تم تشخيصهم بالصداع قد يستفيدون من تقييم وعلاج الصحة السلوكية المتزامنة.
لاحظ الباحثون أن جميع أنواع الصداع، بما في ذلك الصداع الناتج عن التوتر، وهو اضطراب شائع في الصداع يظهر عادة من شدة خفيفة إلى متوسطة، له ارتباط قوي بالانتحار.
ومع ذلك، كان الارتباط قويًا بشكل خاص بين المصابين بالتهاب العصب الثلاثي التوائم والصداع التالي للصدمة.
في حين أن التهاب العصب الثلاثي التوائم هو اضطراب نادر في الصداع يسبب الألم والأعراض اللاإرادية مثل الدموع واحمرار العين واحتقان الأنف أو سيلانه والتعرق الوجهي على جانب واحد من الجسم، فإن الصداع التالي للصدمة يشير إلى الألم في الرأس بعد إصابة في الرأس.
ومع ذلك، لم تدرس الدراسة الآليات الدقيقة التي يمكن من خلالها لتشخيص الصداع أن يزيد من خطر الانتحار، ومن القيود الأخرى استخدام أكواد التشخيص لتحديد اضطرابات الصداع، مما قد يؤدي إلى أخطاء التصنيف الخاطئ.
بالإضافة إلى ذلك، لم يأخذ الباحثون في الاعتبار كيف يمكن لعوامل مثل استمرار الصداع وشدته والاستجابة للعلاج أن تؤثر على الارتباط بمحاولة الانتحار أو الانتحار الكامل.
تظهر نتائج هذه الدراسة أنه على الرغم من ندرة حالات الانتحار، إلا أن محاولات الانتحار تحدث بشكل متكرر بين المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالصداع مقارنة بأفراد عامة السكان الذين لا يعانون من الصداع.
وتؤكد هذه النتائج على الأهمية المحتملة للفحص والتعرف المبكر على أعراض الاكتئاب والانتحار بين المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالصداع.
