الخميس 06 فبراير 2025 الموافق 07 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يزيد كوفيد-19 فرص الإصابة بالزهايمر؟

الخميس 06/فبراير/2025 - 02:01 م
الزهايمر
الزهايمر


اكتشف فريق من العلماء والباحثين وجود صلة بين مرض كوفيد-19 وعلامات الدم المرتبطة ببروتينات معيبة في الدماغ.

ووجد التحليل، أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بمرض كوفيد-19 كانوا أكثر عرضة لزيادة مستويات العلامات الحيوية المرتبطة ببروتينات الأميلويد المعيبة، وهي السمة المميزة المعروفة لمرض الزهايمر.

في المتوسط، كانت التأثيرات قابلة للمقارنة بأربع سنوات من الشيخوخة، حيث شوهدت أعظم التأثيرات لدى أولئك الذين دخلوا المستشفى بسبب الإصابة الشديدة بمرض كوفيد-19 أو الذين يعانون من عوامل خطر كامنة للخرف مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم.

وبحسب الباحثين، تشير النتائج إلى أن الإصابة الخفيفة أو المتوسطة بمرض كوفيد-19 قد تؤدي إلى تسريع العمليات البيولوجية التي تساهم في تراكم الأميلويد المسبب للمرض في الدماغ.

تثير النتائج الجديدة احتمالية أن يساهم كوفيد-19 في زيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق.

ومع ذلك، يحث الفريق على توخي الحذر مع النتائج، ويوضحون أن دراستهم الرصدية غير قادرة على إثبات أي روابط سببية بين كوفيد-19 والخرف، كما يؤكدون أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان التأثير خاصًا بعدوى SARS-CoV-2، أو ما إذا كان تأثير مماثل يمكن أن يرتبط بعدوى شائعة أخرى مثل الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي.

نُشرت النتائج في مجلة Nature Medicine.

قال الدكتور يوجين داف، المؤلف الأول للدراسة من قسم علوم الدماغ في إمبريال كوليدج لندن: "تشير نتائجنا إلى أن كوفيد-19 قد يؤدي إلى تغييرات تساهم في الإصابة بأمراض التنكس العصبي، ونعتقد أن هذا قد يكون بسبب الالتهاب الذي يسببه المرض، على الرغم من أن كيفية تأثير هذا الالتهاب على الدماغ والتغيرات في الأميلويد لم تتضح تمامًا بعد.

وأضاف: "لا يمكننا القول إن الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 تسبب هذه التغييرات بشكل مباشر، أو إذا كان الأمر كذلك، فما مدى زيادة خطر إصابة شخص ما بنوبة واحدة من العدوى، لكن نتائجنا تشير إلى أن كوفيد-19 قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر في المستقبل، كما اقترح في الماضي لأنواع أخرى من العدوى، وخاصة بين الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر موجودة مسبقًا".

تراكم بيتا أميلويد

الأميلويد هو بروتين شائع له مجموعة من الوظائف في الجسم. لكن تراكم شكل غير طبيعي من البروتين، يسمى بيتا أميلويد (Aβ)، هو عنصر أساسي في العديد من الأمراض.

يشكل Aβ التكتلات المميزة الموجودة في أدمغة المرضى المصابين بمرض الزهايمر، والتي يُعتقد أنها تسبب تلف الخلايا العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في الإدراك والسلوك.

في الدراسة، شرع باحثون من قسم علوم الدماغ في إمبريال ومعهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة في إمبريال في استكشاف العلاقة بين كوفيد-19 والعلامات الحيوية البروتينية المعروفة المرتبطة بمرض الزهايمر والتي يمكن اكتشافها في الدم - بما في ذلك الكميات النسبية للأشكال المختلفة من Aβ.

قام الفريق بتحليل المؤشرات الحيوية لدى 1252 مشاركًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 46 و80 عامًا، قبل وبعد الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، ثم قارن الفريق هذه المؤشرات الحيوية بتلك الموجودة لدى المشاركين ذوي الخصائص المماثلة، ولكن دون وجود دليل على أي إصابة سابقة.

ووجد الباحثون أن عدوى فيروس كورونا المستجد كانت مرتبطة بتغيرات في العديد من بروتينات الدم التي كانت مرتبطة في السابق بأمراض اميلويد بيتا في الدماغ.

كان حجم التغييرات مماثلا لتلك المرتبطة بعامل خطر وراثي معروف لمرض الزهايمر، وهو متغير وراثي يسمى APOE4.

وقد تم العثور على تغييرات أكبر لدى المشاركين الأكبر سنًا وأولئك الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب كوفيد-19 أو لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدم.

وارتبطت هذه التغييرات بدرجات اختبار إدراكية أضعف ومقاييس الصحة العامة، فضلًا عن تغييرات طفيفة في أنماط تصوير الدماغ المرتبطة بالتنكس العصبي.

ويسلط الباحثون الضوء على العديد من القيود التي تحد من الدراسة، بما في ذلك المعلومات المحدودة عن شدة العدوى في المجموعة، فضلًا عن عوامل أخرى لم يتم التقاطها من خلال البيانات والتي تساهم في التغيرات في مستويات المؤشرات الحيوية في الدم، كما يحذرون من أن المؤشرات الحيوية في الدم للأميلويد والتاو لا تزال أداة جديدة نسبيًا ولا تزال فائدتها السريرية قيد التقييم.

قال البروفيسور بول ماثيوز، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية: "لقد اشتبهنا منذ فترة طويلة في وجود صلة بين الأمراض المعدية وتطور الأمراض العصبية التنكسية، سواء مع الأمراض الفيروسية، مثل الهربس والإنفلونزا، أو مع بعض الالتهابات البكتيرية المزمنة، ويشير هذا التحليل الأخير إلى أن عدوى SARS-CoV-2 يمكن أن تكون أحد محركات المرض هذه، خاصة بين أولئك الذين لديهم عوامل خطر كامنة".

وأضاف: "إننا الآن في حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات أي روابط سببية، وفي نهاية المطاف، كلما زادت معرفتنا بالعوامل التي تساهم في خطر الإصابة بالخرف، سواء كانت تحت سيطرتنا المباشرة، مثل نمط الحياة أو النظام الغذائي، أو كانت قابلة للتعديل من خلال اللقاحات أو العلاج المبكر للأمراض المعدية، كلما زادت الفرص التي قد تتاح لنا للتدخل للوقاية من الخرف".