تأثير تلوث الهواء على الأجنة في الشهر الأخير من الحمل

تلوث الهواء الناجم عن انبعاثات السيارات وحرائق الغابات وغيرها من المصادر يشكل مشكلة بالنسبة للعديد من الناس.

ويشكل هذا التلوث مصدر قلق خاص بالنسبة للنساء الحوامل بسبب التأثير الذي قد تخلفه الملوثات على الجنين، وخاصة في الشهر الأخير قبل الولادة.

تقدم دراسة جديدة من جامعة بافالو نظرة ثاقبة على تأثيرات تلوث الهواء خلال هذه الفترة الحساسة من خلال قياس حالات الدخول إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) وبيانات تلوث الهواء المستندة إلى الأقمار الصناعية.

وركز الباحثون على الملوثات الشائعة، مثل ثاني أكسيد النيتروجين (NO2 )، الذي ينتج في المقام الأول عن حرق الوقود الأحفوري في المركبات والعمليات الصناعية ومحطات الطاقة، والجسيمات الدقيقة PM2.5، التي تشير إلى الجسيمات الدقيقة القابلة للاستنشاق والتي يبلغ قطرها عمومًا 2.5 ميكرومتر وأصغر.

كما درس الباحثون الأوزون (O3)، وهو ملوث ثانوي يتكون من الأكسجين والغازات الأخرى في وجود ضوء الشمس.

تأثير تلوث الهواء على الأجنة

وتظهر النتائج، التي نشرت في مجلة Scientific Reports، أن الأطفال حديثي الولادة الذين تعرضوا في الشهر الأخير من الحمل لمستويات أعلى من NO 2 لديهم خطر أعلى بنسبة 30-35% من دخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وزيادة بنسبة 11-22% في خطر مرتبط بـ PM 2.5.

وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور يوهان في إيه فيري: "تسلط نتائجنا الضوء على التأثير الحاسم لتلوث الهواء خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، وهي فترة تزداد فيها احتمالات تعرض الجنين للخطر، وتؤكد على أهمية معالجة التعرض لتلوث الهواء، حتى على مستويات أقل".

وقد ارتبط التعرض لتلوث الهواء أثناء الحمل بالعديد من النتائج السلبية لدى الأطفال حديثي الولادة بما في ذلك العيوب الخلقية والولادة المبكرة واضطراب نمو الجنين، وفقًا لفيري.

وقال: "في حين أن نتائجنا ليست سببية، مما يحد من الاستدلال المباشر، فإنها تدعم المبادرات المحلية والوطنية التي تهدف إلى الحد من تلوث الهواء وتحسين جودته".

وأضاف: "قد تفيد مثل هذه الجهود في نهاية المطاف النساء الحوامل من خلال تقليل التعرض للملوثات الضارة والحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالمواليد الجدد".

وأشار إلى أن الدراسة صُممت لتقييم تأثير التعرض لتلوث الهواء على حالات دخول وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في جميع أنحاء الولايات المتحدة باستخدام البيانات المستمدة من الأقمار الصناعية، وهو ما يسمح بتغطية أكثر شمولًا يمكن أن تشمل أيضًا المناطق التي تفتقر إلى المراقبة الأرضية، مثل الأجزاء الريفية من البلاد.