هل يؤثر تلوث الهواء قبل الحمل على مؤشر كتلة الجسم والسمنة للطفل؟

في دراسة أجريت على أكثر من 5000 أم وأطفالهن، تنبأ التعرض لتلوث الهواء خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق الحمل بارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل وعوامل الخطر المرتبطة بالسمنة حتى عمر عامين.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة الأبحاث البيئية.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، ربطت الأبحاث السابقة التعرض لتلوث الهواء أثناء الحمل بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية لدى الأطفال، بما في ذلك مشاكل الجهاز التنفسي وارتفاع خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة ومشاكل القلب.
لكن القليل من الدراسات ركزت على فترة ما قبل الحمل، والتي تُعرف عادةً بأنها الأشهر الثلاثة قبل بدء الحمل.
يمكن أن تؤثر التعرضات البيئية خلال هذا الإطار الزمني على صحة الحيوانات المنوية والبويضات، والتي هي في مراحلها النهائية من النمو.
في واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن حول التعرضات البيئية قبل الحمل، قام باحثون من كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة ديوك، وجامعة فودان في شنجهاي، الصين، بدراسة 5834 زوجًا من الأم والطفل تم تجنيدهم من عيادات الأمومة في شنغهاي.
ووجد الباحثون أن التعرض الأكبر للجسيمات PM 2.5 وPM 10 وNO 2 قبل الحمل كان مرتبطًا بزيادات في مؤشر كتلة الجسم (BMI) أو BMIZ، وهي درجة موحدة تُظهر كيفية مقارنة مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل بالآخرين من نفس العمر والجنس.
وقالت الدكتورة جياوين لياو، المؤلفة الأولى للدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أن الأشهر الثلاثة التي تسبق الحمل مهمة، وأن الأشخاص الذين يخططون لإنجاب الأطفال يجب أن يفكروا في اتخاذ تدابير لتقليل تعرضهم لتلوث الهواء لتقليل خطر إصابة أطفالهم بالسمنة".

تغييرات جوهرية
ولإجراء الدراسة، قام فريق ميداني بقيادة الدكتور ويلي يان والدكتورة جوينج هوانج من مستشفى الأطفال بجامعة فودان بتجنيد وتسجيل 5834 امرأة زارن 28 عيادة للولادة في مختلف أنحاء شنجهاي.
وقد أتاح ذلك فرصة نادرة: القدرة على البدء في جمع البيانات قبل أن يبدأ الحمل.
ولحساب التعرض لتلوث الهواء خلال فترة ما قبل الحمل، طور الباحثون نماذج تعلُّم آلي متطورة.
وبقيادة جيم تشانج، من جامعة ديوك، استخدم الباحثون مزيجًا من بيانات الأقمار الصناعية ومحاكاة الملوثات والعوامل الجوية لتقدير التعرض اليومي للتلوث في عنوان منزل كل مشارك.
قاموا بحساب مستويات PM 2.5 وPM 10، وهما نوعان من الجسيمات الدقيقة، وNO 2، والذي ينبعث في الغالب من السيارات.
بعد الولادة، جمع الباحثون أيضًا بيانات السجلات الطبية الإلكترونية لوزن الأطفال وطولهم على فترات كل ثلاثة أشهر حتى سن الثانية، واستخدموا هذه البيانات لحساب معدل نمو الوزن ومؤشر كتلة الجسم ومؤشر كتلة الجسم.
ثم قاموا بمقارنة المشاركين الذين لديهم مستوى تعرض منخفض نسبيًا (الشريحة المئوية الخامسة والعشرون من المجموعة) مع أولئك الذين لديهم مستوى تعرض مرتفع نسبيًا (الشريحة المئوية الخامسة والسبعون من المجموعة) لقياس مدى ارتباط التعرض لتلوث الهواء بنتائج الأطفال المختلفة.
ارتبط مستوى أعلى من التعرض للجسيمات PM2.5 خلال فترة ما قبل الحمل بزيادة قدرها 0.078 في مؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال في سن الثانية. ارتبط مستوى أعلى من التعرض للجسيمات PM10 بزيادة قدرها 0.093 كجم/م 2 في مؤشر كتلة الجسم في سن الثانية. من ستة أشهر فصاعدًا، كان لدى الأطفال الذين تعرضوا قبل الحمل بشكل أكبر لجميع الملوثات الثلاثة معدلات أعلى في الوزن ومؤشر كتلة الجسم ومؤشر كتلة الجسم.
قال الدكتور تشانج هوا تشين، المؤلف الرئيسي للدراسة: "الحجم صغير، ولكن لأن تلوث الهواء منتشر على نطاق واسع ويتعرض له الجميع، فإن خطر التعرض لتلوث الهواء على خطر السمنة لدى الأطفال قد يكون كبيرًا وقد يبدأ قبل حمل أمهاتهم".
احتياطات عامة
تعتمد الدراسة على الملاحظة، لذا هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان التعرض لتلوث الهواء قبل الحمل يؤثر بشكل مباشر على خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة.
لكن الباحثين قالوا إن النتائج تشير إلى أن الناس يمكنهم اتخاذ إجراءات الآن لتقليل الضرر المحتمل لأنفسهم وأطفالهم.
وتشمل التدابير ارتداء قناع أو البقاء في الداخل قدر الإمكان عندما تكون جودة الهواء الخارجي رديئة، فضلًا عن استخدام جهاز لتنقية الهواء في الداخل.
وفي حين ركزت الدراسة على الأمهات، فإن الرجال الذين يخططون للحمل قد يستفيدون من اتخاذ احتياطات مماثلة.