السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ترفع مستويات الإنسولين وتزيد التهاب الأوعية الدموية.. احذر مخاطر المحليات الصناعية

السبت 22/فبراير/2025 - 12:30 ص
بدائل السكر
بدائل السكر


من المشروبات الغازية الخالية من السكر إلى الآيس كريم الخالي من السكر، تم الترويج للمحليات الصناعية لإشباع رغبتنا في تناول الحلويات.

ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Cell Metabolism أن الأسبارتام، أحد أكثر بدائل السكر شيوعًا، قد يؤثر على صحة الأوعية الدموية.

اكتشف فريق من خبراء صحة القلب والأوعية الدموية والأطباء السريريين أن الأسبارتام يؤدي إلى زيادة مستويات الأنسولين في الحيوانات، مما يساهم بدوره في تصلب الشرايين - تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين، مما قد يؤدي إلى مستويات أعلى من الالتهاب وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بمرور الوقت.

بدائل السكر والأمراض المزمنة

وقد ربطت أبحاث سابقة بين استهلاك بدائل السكر وزيادة الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. ومع ذلك، لم يتم استكشاف الآليات المعنية من قبل.

وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بإطعام الفئران جرعات يومية من الطعام الذي يحتوي على 0.15% من الأسبارتام لمدة 12 أسبوعا، وهي كمية تعادل استهلاك حوالي ثلاث علب من الصودا الخالية من السكر يوميا بالنسبة للبشر.

وبالمقارنة بالفئران التي لا تتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالمحليات، فإن الفئران التي تغذت على الأسبارتام طورت لويحات أكبر وأكثر دهنية في شرايينها وأظهرت مستويات أعلى من الالتهاب، وكلاهما من السمات المميزة لصحة القلب والأوعية الدموية المعرضة للخطر.

وعندما قام الفريق بتحليل دم الفئران، وجدوا ارتفاعًا في مستويات الأنسولين بعد دخول الأسبارتام إلى نظامهم. ولاحظ الفريق أن هذه النتيجة لم تكن مفاجئة، نظرًا لأن أفواهنا وأمعائنا وأنسجتنا الأخرى مبطنة بمستقبلات تستشعر الحلاوة وتساعد في توجيه إطلاق الأنسولين.

لكن يبدو أن الأسبارتام، وهو أحلى من السكر بنحو 200 مرة، يخدع المستقبلات ويدفعها إلى إطلاق المزيد من الأنسولين.

وأظهر الباحثون بعد ذلك أن مستويات الأنسولين المرتفعة لدى الفئران أدت إلى نمو اللويحات الدهنية في شرايين الفئران، مما يشير إلى أن الأنسولين قد يكون الرابط الرئيسي بين الأسبارتام وصحة القلب والأوعية الدموية.

وبعد ذلك، قاموا بالتحقيق في كيفية تسبب مستويات الأنسولين المرتفعة في تراكم اللويحات الشريانية، وحددوا إشارة مناعية تسمى CX3CL1 والتي تكون نشطة بشكل خاص تحت تحفيز الأنسولين.

يقول كاو: "نظرًا لأن تدفق الدم عبر الشرايين قوي ومتين، فإن معظم المواد الكيميائية يتم غسلها بسرعة أثناء ضخ القلب للدم. ومن المدهش أن CX3CL1 لا يتأثر بذلك، فهو يظل ملتصقًا بسطح البطانة الداخلية للأوعية الدموية، وهناك، يعمل كطعم، يلتقط الخلايا المناعية أثناء مرورها".

ومن المعروف أن العديد من هذه الخلايا المناعية المحاصرة تعمل على تأجيج التهاب الأوعية الدموية.

ومع ذلك، عندما قام الباحثون بإزالة مستقبلات CX3CL1 من إحدى الخلايا المناعية في الفئران التي تتغذى على الأسبارتام، لم يحدث تراكم اللويحات الضارة.

وتشير هذه النتائج إلى دور CX3CL1 في تأثيرات الأسبارتام على الشرايين، كما يقول كاو.

ويخطط كاو وفريقه للتحقق من نتائجهم في البشر. ويتوقع كاو أيضًا أن يكون CX3CL1 هدفًا محتملًا للأمراض المزمنة التي تتجاوز أمراض القلب والأوعية الدموية، نظرًا لأن التهاب الأوعية الدموية يشارك في السكتة الدماغية والتهاب المفاصل والسكري.

ويقول كاو: "لقد اخترقت المحليات الصناعية جميع أنواع الأغذية تقريبًا، لذا يتعين علينا معرفة تأثيرها الصحي على المدى الطويل".