كيف يمكن تحسين الإدراك البصري بالتدريب؟
أظهر بحث أجرته أربع جامعات في المملكة المتحدة، بما في ذلك جامعة إيست أنجليا، أن خبراء التصوير الطبي ماهرون في حل الأوهام البصرية الشائعة.
يعد التحليل الصحيح للصور الطبية من خلال الفحوصات، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، أمرًا بالغ الأهمية لتشخيص السرطان والعديد من الحالات الأخرى.
أظهرت دراسة جديدة، بعنوان " الخبرة البصرية المحددة تقلل من قابلية التعرض للأوهام البصرية "، والتي نشرت في مجلة التقارير العلمية، أن الأشخاص الذين يقومون بذلك بشكل احترافي يكونون أكثر دقة في الحكم على حجم الأشياء في الأوهام البصرية الشائعة.
بعبارة أخرى، فإن خبراء التصوير الطبي يرون بشكل أفضل في الحياة اليومية.
التدريب على حل الأوهام البصرية
ويعد هذا البحث أيضًا الأول الذي يظهر أنه من الممكن تدريب الأشخاص على حل الأوهام البصرية بشكل أفضل، وهو ما كان يُعتقد سابقًا أنه شبه مستحيل.
قال الباحث الرئيسي الدكتور مارتن دوهيرتي، من كلية علم النفس بجامعة إيست أنجليا: "الأوهام البصرية مصممة لخداع الدماغ، قد تكون ممتعة بعض الشيء، لكنها تساعد الباحثين أيضًا على تسليط الضوء على كيفية عمل أدمغتنا".
وأوضح: "أردنا أن نفهم بشكل أفضل ما إذا كان الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة كبيرة ومهارة في التعرف البصري ينجحون بشكل أفضل في حل الأوهام البصرية".
تم عرض سلسلة من الأوهام البصرية على المشاركين مما جعل من الصعب الحكم بشكل صحيح على حجم جسمين متشابهين، وطلب منهم تحديد الجسم الأكبر.
وقد تباينت أحجام الأشياء، مما أعطى فريق البحث تقديرًا لمدى تأثر أحكام المشاركين بالأوهام.
قاموا باختبار 44 من أخصائيي الأشعة وعلماء الأشعة وقارنوا نتائجهم مع مجموعة مراقبة مكونة من 107 من غير الخبراء.
قال المؤلف الأول الدكتور رادوسلاف وينسزا، من كلية الطب وطب الأسنان بجامعة سنترال لانكشاير: "إن العديد من الأوهام فعالة حتى لو كنت تعرف أنها وهم، وحتى الآن كان من المعتقد عمومًا أنك لا تستطيع تدريب نفسك على تجنب التأثيرات الوهمية، ولكن هذا البحث يشير إلى أن التدريب الذي يهدف إلى إدراك الأشياء بدقة في الصور الطبية له تأثير في جعل الخبراء أقل عرضة للأوهام البصرية".
هذه هي المرة الأولى التي يُثبت فيها أنه من الممكن تدريب الأشخاص على تحسين قدرتهم على حل الأوهام البصرية، وربما يمكن استخدامها لتدريب محللي الصور الطبية في المستقبل.
وأضاف وينسزا أن "هذا مهم بشكل خاص، نظرا لأن 60% إلى 80% من الأخطاء التشخيصية هي أخطاء إدراكية بطبيعتها".
