لتجنب الإصابة بأمراض القلب بسبب العمل في نوبات ليلية.. دراسة تكشف الحل

هل تشعر بالقلق من أن العمل في نوبات ليلية يؤثر سلبًا على قلبك؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه لا يزال هناك وقت لتغيير الوضع، يكشف الباحثون الآن أن تغييرًا بسيطًا في توقيت وجباتك يمكن أن يكون له آثار وقائية على صحة القلب، حتى مع ثبات جدول عملك.
تفاصيل الدراسة
في أحدث دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications، لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يعملون في نوبات ليلية يواجهون عوامل خطر أقل على صحة القلب إذا تناولوا الطعام خلال النهار فقط.
صرحت الباحثة الرئيسية الدكتورة سارة شيلابا في بيان صحفي: "راقبت دراستنا كل عامل يمكن تخيله يمكن أن يؤثر على النتائج، لذا يمكننا القول إن تأثير توقيت الطعام هو الذي يُحرك هذه التغييرات في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

دراسة سابقة
كشفت دراسة سابقة أجراها نفس الفريق البحثي أن اختلال الساعة البيولوجية، عندما لا تتزامن الأنشطة اليومية مثل الأكل والنوم مع الساعة الداخلية للجسم، يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قال الباحث الرئيسي فرانك شير: "أردنا أن نفهم ما يمكن فعله لتقليل هذا الخطر، وتشير أبحاثنا الجديدة إلى أن توقيت الطعام قد يكون هو الهدف".
أظهرت الدراسات أن مواءمة توقيت الطعام مع الساعة البيولوجية للجسم قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يبقون مستيقظين طوال الليل، ولكن هذه الدراسات استندت إلى تجارب على الحيوانات.
لفهم كيفية تأثير ذلك على البشر، قام الباحثون بتقييم 20 شابًا سليمًا في دراسة مختبرية للنوم استمرت أسبوعين في مركز بريغهام والنساء للبحوث السريرية.
وُضع المشاركون في بيئة مُراقبة، بدون وصول إلى الضوء الطبيعي أو الساعات أو الأجهزة الإلكترونية، مما أدى إلى فصلهم فعليًا عن إشارات الوقت.
بعد البقاء مستيقظين لمدة 32 ساعة لتعطيل ساعاتهم البيولوجية، بدأوا روتينًا مُحاكيًا للعمل في نوبات ليلية.
خلال هذه التجربة، تم توزيع بعض المشاركين عشوائيًا لتناول الطعام خلال النهار فقط، بينما سُمح للبقية بتناول الطعام أثناء الليل كما يفعل معظم عمال المناوبات، وكان لجميع العمال جدول نوم متطابق لتجنب أي اختلافات ناتجة عن جدول النوم.
لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا الطعام طوال الليل شهدوا ارتفاعًا في عوامل الخطر المرتبطة بالقلب بعد نوبات العمل الليلية، في حين أن المشاركين الذين قصروا تناولهم للطعام على ساعات النهار لم يشهدوا أي زيادة مماثلة، على الرغم من أنهم تناولوا نفس الأطعمة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن تناول الطعام نهارًا، على الرغم من النوم غير المنتظم، قد يخفف من التغيرات في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويقدم أدلةً عمليةً لتطوير استراتيجية سلوكية للمساعدة في تقليل التغيرات السلبية في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد المعرضين لاختلال الساعة البيولوجية، مثل عمال المناوبات.
وعلى الرغم من الحاجة إلى دراسات واسعة النطاق لتأكيد الآثار الصحية طويلة المدى لتناول الطعام نهارًا مقابل تناوله ليلًا، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن نتائج الدراسة "واعدة".