الأحد 27 أبريل 2025 الموافق 29 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يؤثر الارتباط بين الأمعاء والدماغ على سلوك الأطفال المصابين بالتوحد؟

الثلاثاء 15/أبريل/2025 - 03:42 م
التوحد
التوحد


تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن اختلال التوازن في الأمعاء لدى الأطفال المصابين بالتوحد قد يؤدي إلى اختلال توازن الأيض في الجهاز الهضمي.

يؤدي هذا الأمر في النهاية إلى تعطيل إنتاج الناقلات العصبية والتأثير على الأعراض السلوكية.

يُضاف هذا البحث، المنشور في مجلة Nature Communications، إلى مجموعة متنامية من الدراسات العلمية التي تُشير إلى ارتباط محور "القناة الهضمية-الدماغية" بالتوحد.

يُثير هذا الاكتشاف احتمالية إيجاد سبل علاجية جديدة. ويُمثل مثالاً على كيفية تحفيز البحث في جامعة جنوب كاليفورنيا، وغيرها من الجامعات، للابتكار والتوصل إلى اكتشافات تُحسّن حياة الناس.

وقالت ليزا عزيز زاده، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "أثبتنا أن نواتج الأيض المعوية تؤثر على الدماغ، والدماغ بدوره يؤثر على السلوك، في الأساس، يعمل الدماغ كوسيط بين صحة الأمعاء والسلوكيات المرتبطة بالتوحد".

وأضافت: "أبرزت الدراسات السابقة الاختلافات في ميكروبات الأمعاء وبنية الدماغ لدى مرضى التوحد، ولكن بحثنا يربط النقاط".

الصلة بين الأمعاء والدماغ

إن الصلة بين الأمعاء والدماغ ليست بعيدة الاحتمال كما قد يبدو.

فمن منظور تطوري، يُرجّح أن الأمعاء كانت أول "دماغ"، كما أوضحت ليزا عزيز زاده.

في الواقع، تُرسل معظم الخلايا العصبية من الأمعاء إشارات إلى الدماغ؛ بل إن عدد الخلايا العصبية في الأمعاء يفوق عددها في النخاع الشوكي. ينتقل حوالي 90% من الإشارات العصبية بين الأمعاء والدماغ من الأمعاء إلى الدماغ، بينما يذهب 10% فقط في الاتجاه المعاكس.

هذا التواصل المستمر يُفسر سبب حديثنا عن "حدسنا" أو "الشعور به في أحشائنا". تُعالَج العديد من المشاعر من خلال آليات مرتبطة بالأمعاء، وهو مفهوم يُعرف باسم "الإدراك الداخلي" - أي إدراك الأحاسيس الجسدية الداخلية.

في هذه الدراسة، جمع الباحثون بيانات سلوكية، وبيانات تصوير دماغي، وعينات براز من 43 طفلاً مصاباً بالتوحد، و41 طفلاً سليماً عصبياً، تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً. ومن عينات البراز ، حللوا المستقلبات التي تنتجها بكتيريا الأمعاء التي تحلل الطعام في الجهاز الهضمي.

ثم ربط الباحثون هذه المستقلبات باختلافات الدماغ الملحوظة لدى الأطفال المصابين بالتوحد وخصائصهم السلوكية. وركزوا على "مسار التربتوفان" الذي يتحلل من خلاله التربتوفان، وهو حمض أميني موجود في العديد من الأطعمة، إلى عدة مستقلبات، بما في ذلك السيروتونين.

السيروتونين أساسي للمعالجة العاطفية، والتفاعل الاجتماعي ، والتعلم، ووظائف الدماغ الأخرى، وبما أن معظم السيروتونين في الجسم ينشأ في ميكروبيوم الأمعاء، فإن التغيرات في صحة الأمعاء يمكن أن تؤثر على إنتاج السيروتونين.

وقالت ليزا: "نحن نعلم أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم اختلافات في الدماغ - فأجزاء معينة من دماغهم إما أقل نشاطًا أو أكثر نشاطًا مقارنة بالأطفال الذين يتطورون بشكل طبيعي".

وأضافت: "نعلم أيضًا أنهم غالبًا ما يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك وآلام المعدة وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي، إضافةً إلى ذلك، يرتبط التوحد بأعراض مختلفة، بما في ذلك السلوكيات المتكررة والصعوبات الاجتماعية".