تأثير سرعة المشي على صحة القلب.. دراسة جديدة تكشف الروابط
يُعتبر المشي من أفضل أشكال التمارين الرياضية لصحة القلب، لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن سرعة خطواتك تلعب دورًا هامًا في صحة نظم القلب.
تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة "القلب" إلى أن المشي السريع ولفترات طويلة قد يُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب. تشمل هذه الاضطرابات الرجفان الأذيني، الذي يسبب عدم انتظام ضربات القلب، وتسرع القلب، والذي يعني زيادة سرعة نبضات القلب، وبطء القلب، حيث يتباطأ القلب بشكل مفرط.
تفاصيل المشي
في دراسة موسعة تناولت سرعة المشي واضطرابات نظم القلب لدى 420,925 مشاركًا في البنك الحيوي البريطاني، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمشون بسرعة متوسطة (3-4 أميال في الساعة) أو بسرعة سريعة (أكثر من 4 أميال في الساعة) لديهم خطر أقل للإصابة باضطرابات نظم القلب بنسبة تصل إلى 43% مقارنةً بالذين يمشون ببطء (أقل من 3 أميال في الساعة). على وجه التحديد، شهد المشاركون الذين يمشون بسرعة متوسطة أو سريعة انخفاضًا بنسبة 46% في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني و39% في خطر اضطرابات القلب الأخرى.
شمل المشاركون الذين يمشون بسرعة أفرادًا أصغر سنًا، وأكثرهم كانوا من البيض والذكور، وكان لديهم أنماط حياة أكثر صحة. كما أظهروا عوامل خطر أقل مثل خصر أنحف، ووزن أقل، وقوة قبضة أفضل، ومستويات منخفضة من الدهون في الدم والجلوكوز أثناء الصيام.
لاحظ الباحثون أن 36% من العلاقة بين سرعة المشي واضطرابات نظم القلب ترجع إلى العوامل الأيضية والالتهابية. وكانت العلاقة بين سرعة المشي وصحة القلب أقوى بين النساء، ومن هم دون سن الستين، والأفراد غير المصابين بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، والذين يعانون من حالتين مزمنتين أو أكثر.
أظهرت النتائج أن قضاء وقت أطول في المشي بسرعة متوسطة أو سريعة ارتبط بانخفاض خطر الإصابة باضطرابات القلب بنسبة 27%، بينما لم يُظهر المشي البطيء فوائد تُذكر في هذا السياق.
تعد هذه الدراسة الأولى التي تستكشف الآليات التي تدعم العلاقة بين سرعة المشي واضطرابات القلب، موضحةً أن المشي السريع يمكن أن يقلل من خطر السمنة والالتهاب، مما يُقلل بدوره من خطر اضطرابات نظم القلب.
ومع ذلك، يُحذر الباحثون من أن هذه الدراسة، كونها رصدية، لا يمكن أن تثبت علاقة سببية، مشيرين إلى بعض القيود مثل الاعتماد على البيانات المبلغ عنها ووجود نقص في التنوع العمري والعرقي لدى المشاركين.
إن فهم أهمية سرعة المشي قد يُساعد في تعزيز وعي الأفراد لصحتهم القلبية ويشجع على نمط حياة أكثر نشاطًا وصحة.
