الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن المتغيرات الجينية الشائعة المرتبطة بالصرع المقاوم للأدوية

الجمعة 18/أبريل/2025 - 01:22 م
الصرع
الصرع


توصلت دراسة عالمية جديدة أجراها باحثون في جامعة لندن وجامعة تكساس للصحة في هيوستن إلى أن بعض التغيرات الجينية الشائعة قد تجعل بعض الأشخاص المصابين بالصرع البؤري أقل استجابة لأدوية النوبات.

الصرع البؤري

الصرع البؤري هو حالة تبدأ فيها النوبات في جزء واحد من الدماغ، وهو النوع الأكثر شيوعًا من الصرع.

عادةً ما تُوصف الأدوية المضادة للصرع للأشخاص المصابين بهذه الحالة.

ومع ذلك، بالنسبة لواحد من كل ثلاثة مصابين بالصرع (حوالي 20 مليون شخص حول العالم)، فإن الأدوية المضادة للصرع الحالية غير فعالة.

هذا يعني أن الأشخاص سيستمرون في الإصابة بالنوبات رغم تناولهم للأدوية - وهي حالة تُسمى "مقاومة الأدوية".

مقاومة الأدوية

ترتبط مقاومة الأدوية بمخاطر صحية كبيرة إضافية في الصرع، بما في ذلك ارتفاع خطر الوفاة المفاجئة غير المتوقعة في الصرع، إلى جانب تكاليف الرعاية الصحية الأعلى بكثير.

ومع ذلك، حتى الآن، لم يكن هناك سوى فهم ضئيل لسبب فشل أدوية مضادات النوبات في العمل لدى بعض الأشخاص.

توصلت دراسة دولية جديدة، نشرت في مجلة eBioMedicine، إلى أدلة قوية على أن بعض العوامل الوراثية المشتركة قد تساهم في مقاومة الأدوية في مرض الصرع.

استخدم الباحثون بيانات من EpiPGX، وهو مشروع بحثي دولي متعدد المراكز حول علم الأدوية الجينية للصرع، وEpi25، وهي أكبر دراسة تسلسل في الصرع، لفحص التباين الجيني عبر الجينوم بأكمله (المجموعة الكاملة من التعليمات الجينية الموجودة في الحمض النووي للكائن الحي) في 6826 شخصًا مصابًا بالصرع.

قام الفريق بمقارنة الجينومات لأولئك الذين يعانون من الصرع المقاوم للأدوية (4208 فردًا) مع أولئك الذين تم السيطرة على نوباتهم بنجاح باستخدام أدوية مضادة للنوبات (2618 فردًا).

ووجد الباحثون أن وجود بعض المتغيرات الجينية المشتركة المحددة في جينين - CNIH3، الذي يساعد في التحكم في كيفية عمل مستقبلات الدماغ معينة، وWDR26، الذي يشارك في عمليات خلوية مختلفة - كان مرتبطًا بارتفاع خطر الإصابة بمقاومة الأدوية في الصرع البؤري وقد يؤثر على استجابة الشخص لأدوية مضادات النوبات.

قال البروفيسور سانجاي سيسوديا، الباحث الرئيسي في معهد كوين سكوير لعلم الأعصاب بجامعة كوليدج لندن: "تُقدم نتائج دراستنا رؤى جديدة حول أسباب إصابة بعض الأشخاص بنوبات مقاومة للأدوية المضادة للصرع. وقد تُمكّن الأبحاث الإضافية الأطباء من استخدام هذه المعلومات للمساعدة في التنبؤ بمن قد يُصاب بالصرع المقاوم للأدوية، وقد تُساعد الأطباء على تطوير علاجات جديدة لهذه الحالة".

وتعد هذه النتائج مهمة بشكل خاص لأن هذه التوقيعات الجينية يمكن تحديدها في بداية الصرع، وليس بعد تجربة العديد من الأدوية المضادة للصرع دون نجاح.

وقد يساعد هذا في نهاية المطاف على التنبؤ بالأفراد المصابين بالصرع الذين من المرجح أن يصابوا بمقاومة للأدوية وتجنب التعرض غير الضروري للأدوية غير الفعالة والآثار الجانبية المرتبطة بها.

قال المؤلف الأول، كوستين ليو: "تقدم دراستنا أول دليل على أن المتغيرات الجينية الشائعة - والتي عادة لا يتم تناولها في الاختبارات الجينية السريرية - تساهم بشكل كبير في مقاومة الأدوية في الصرع".

وأضاف: "إن التعرف على هذه المتغيرات الجينية، والتي هي شائعة في عامة السكان ولكنها تؤثر بقوة على نتائج العلاج، يؤكد الحاجة إلى توسيع نطاق الاختبارات الجينية والعلاجات المستقبلية لمعالجة الصرع المتعدد الجينات (نوع من الصرع يتأثر بجينات متعددة).

وتابع: "يمثل الصرع المتعدد الجينات الغالبية العظمى من جميع حالات الصرع الجيني، ومعالجته من خلال الأساليب المستندة إلى علم الوراثة يمكن أن يعزز بشكل كبير استراتيجيات العلاج الشخصية للعديد من الأفراد الذين يقعون حاليًا خارج نطاق الطب الجيني المستهدف".