الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الصحة النفسية للأب قد تؤثر على الأطفال لسنوات| دراسة

الجمعة 18/أبريل/2025 - 01:40 م
اكتئاب الآباء
اكتئاب الآباء


يُصاب الآباء باكتئاب، وأحيانًا يكون هذه الاكتئاب مُنهكًا، وعدم تشخيص اكتئاب الأب أو معالجته قد يُسبب آثارًا اجتماعية وسلوكية سلبية على الأطفال لسنوات.

جاء ذلك وفقا لبحث جديد من جامعة روتجرز الصحية.

في دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، أفادت كريستين شمتز، بأن الأطفال المعرضين للاكتئاب الأبوي عند دخولهم رياض الأطفال هم أكثر عرضة بكثير لصعوبات سلوكية يبلغ عنها المعلمون ومهارات اجتماعية ضعيفة في سن التاسعة.

قالت شميتز: "علينا أن نأخذ الاكتئاب بعين الاعتبار لدى كلا الوالدين، وليس فقط لدى الأمهات، الاكتئاب قابل للعلاج، ولدعم الأسرة بأكملها، يجب على أطباء الأطفال البدء بالتحدث مع الآباء حوله وتطوير تدخلات مُركزة على الأب تُلبي احتياجاتهم".

اكتئاب الآباء

في المتوسط، يُصاب ما بين 8% و13% من الآباء في الولايات المتحدة بنوع من الاكتئاب خلال السنوات الأولى من حياة أطفالهم، وترتفع هذه النسبة إلى 50% عندما تُعاني الأم أيضًا من اكتئاب ما بعد الولادة.

إلا أن دراسات قليلة ركّزت على اكتئاب الأب بعد الولادة، أو استكشفت الروابط بين الصحة النفسية للآباء وسلوكيات الأطفال.

ولسد هذه الفجوة، قامت شمتز وزملاؤها بتحليل البيانات من دراسة مستقبل الأسرة ورفاهية الطفل (FFCWS)، وهي دراسة وطنية أجريت على مجموعة من المواليد الذين تم أخذ عينات عشوائية منهم في 20 مدينة أمريكية كبيرة من عام 1998 إلى عام 2000، وتستمر الدراسة في تتبع التغيرات في حياة المشاركين.

عندما كان الأطفال في الخامسة من عمرهم، تم فحص آبائهم بحثًا عن أعراض الاكتئاب في العام الماضي؛ وعندما كانوا في التاسعة من عمرهم، أكمل معلمو الأطفال استبيانًا تضمن تقييمات سلوكية.

وكتب الباحثون: "إن دخول مرحلة رياض الأطفال يمثل معلماً تنموياً مهماً، والصعوبات التي يواجهها الطفل في ذلك الوقت يمكن أن تؤدي إلى مشاركة وسلوكيات أضعف في المدرسة الابتدائية، وقد تستمر أو تتضخم خلال المرحلة المتوسطة والثانوية".

وبمقارنة البيانات من 1422 أبًا - 74% منهم عاشوا مع أطفالهم على الأقل نصف الوقت عندما كان الطفل في الخامسة من عمره - وأطفالهم، مع التحكم في العوامل الاجتماعية والديموغرافية والاكتئاب الأمومي، تمكن الباحثون من رسم خريطة واضحة للرابط بين الاكتئاب الأبوي وسلوك الطفل.

على سبيل المثال، كان الأطفال الذين أبلغ آباؤهم عن أعراض الاكتئاب، مثل الشعور بالحزن أو الكآبة أو الاكتئاب عندما كانوا في سن الخامسة، أكثر عرضة بشكل كبير لإظهار القلق والتحدي والغضب، فضلاً عن إظهار مستويات أقل من التعاون واحترام الذات، بحلول سن التاسعة.

قالت شميتز إن هناك عدة أسباب قد تفسر هذه الصلة، أولًا، وُجد أن الاكتئاب يؤدي إلى صعوبة في تربية الأبناء وقلة الدعم العاطفي للطفل، كما يمكن أن يُسبب صراعات أو ضغوطًا أخرى في المنزل.

قال شميتز إنه لم تُثبت أي دراسة أمريكية أخرى قائمة على السكان وجود مثل هذه الصلة القاطعة بين اكتئاب الأب وسلوك الطفل في المدرسة.

وتشير النتائج إلى أن التدخلات الرامية إلى تحديد ودعم الآباء الذين يعانون من أعراض اكتئاب، وأطفالهم، يمكن أن تُسهم في التخفيف من هذه الصلة.

رغم ارتباط اكتئاب الأب بسلوكيات الطفل الصعبة، إلا أن هناك ما يدعو للأمل.

ويشير شميتز إلى أن تحديد هذه الحالة والتدخل المبكر يُسهمان في تحسين ليس فقط صحة الآباء، بل صحة الأطفال أيضًا.

قالت: "كآباء، يمكننا أن نتعلم من أبنائنا أننا عندما نواجه صعوبات، نلجأ إليهم ونطلب المساعدة، هذا درسٌ سيحمله الأطفال معنا طوال حياتهم".