علاج رتق الرئة لدى الرضع .. رحلة إنقاذ الحياة

علاج رتق الرئة لدى الرضع .. رتق الرئة من أخطر أنواع العيوب القلبية الخلقية التي تهدد حياة الرضع منذ لحظاتهم الأولى بعد الولادة، حيث يولد الطفل بانسداد في الصمام الرئوي يمنع تدفق الدم من القلب إلى الرئتين، ما يؤدي إلى نقص حاد في الأكسجين بالجسم، ويستلزم هذا تدخلًا طبيًا طارئًا وفوريًا لإنقاذ حياة المولود.
علاج رتق الرئة لدى الرضع
وحسب موقع "مايو كلينك" ففي اللحظات الأولى لتشخيص الحالة، يعتمد الأطباء على الأدوية كخطة إسعافية مؤقتة، حيث يتم إعطاء الطفل دواء عبر الوريد يعمل على إبقاء القناة الشريانية مفتوحة، وهي القناة التي تسمح مؤقتًا بمرور الدم من القلب إلى الرئتين لتبادل الأكسجين.
ورغم أن هذا العلاج لا يعد حلًا دائمًا، إلا أنه يمنح الفريق الطبي وقتًا حيويًا لاتخاذ القرار المناسب بشأن الجراحة أو الإجراء العلاجي التالي.
القسطرة القلبية
ومع استقرار الحالة نسبيًا، قد يتجه الأطباء إلى استخدام أنبوب القسطرة، وهو أنبوب رفيع يتم إدخاله عبر أحد الأوعية الدموية في منطقة الأربية وتوجيهه إلى القلب، ومن أبرز الإجراءات الممكنة:
فغر الحاجز الأذيني بالبالون بإجراء لتوسيع فتحة طبيعية بين الحجرتين العلويتين بالقلب لتسهيل تدفق الدم داخل القلب.
تركيب دعامة في القناة الشريانية للحفاظ على استمرار تدفق الدم إلى الرئتين عن طريق منع انغلاق القناة.
الجراحات القلبية التصاعدية
وغالبا تتطلب حالات رتق الرئة سلسلة من العمليات الجراحية المعقدة على مدار سنوات، تختلف باختلاف تطور حالة القلب لدى الطفل منها:
زرع تحويلة مجازة، وتنشأ لتحويل مجرى الدم من الشريان الأورطي إلى الشرايين الرئوية، لضمان وصول الدم إلى الرئتين وتختفي هذه التحويلة تدريجيًا مع تقدم نمو الطفل.

إجراء جلين ويتم خلاله توصيل أحد الأوردة الكبيرة المتجهة نحو القلب مباشرة بالشريان الرئوي، ما يقلل العبء على الجانب الأيمن من القلب.
إجراء فونتان ويجرى للأطفال الذين يعانون من ضعف شديد أو صغر حجرة القلب اليمنى السفلية، وينشئ هذا الإجراء مجرى بديل يوجه الدم مباشرة إلى الرئتين، متجاوزًا الجانب الأيمن من القلب.
زراعة القلب وفي الحالات التي لا تكون فيها الإصلاحات الجراحية كافية، يلجأ إلى زراعة قلب جديد كحل أخير لإنقاذ حياة الطفل.
ترميم العيوب المصاحبة
وفي كثير من الحالات، يترافق رتق الرئة مع عيب الحاجز البطيني ، وهو ثقب بين البطينين، ويعالج عادةً بترقيع الثقب، إلى جانب إنشاء وصلة اصطناعية من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي، وقد يتطلب استخدام صمام صناعي لاستعادة الوظيفة الطبيعية.
ويبقى الدعم النفسي والعاطفي للأسرة عنصرًا حاسمًا في رحلة العلاج، إلى جانب الرعاية المتخصصة المستمرة ومع تطور التقنيات الجراحية والتدخلات الدقيقة، يبقى الأمل قائمًا في منح هؤلاء الأطفال فرصة لحياة صحية ومستقرة.