كيف يمكن تقليل العلاج الإشعاعي للنساء المصابات بسرطان بطانة الرحم؟

يُعد سرطان بطانة الرحم أكثر أنواع السرطان النسائية شيوعًا في الدول المتقدمة، وغالبًا ما يصيب النساء بعد انقطاع الطمث.
تُشخَّص غالبية النساء في مرحلة مبكرة، عندما تكون نتائج العلاج إيجابية بشكل عام.
بالنسبة للنساء المصابات بأمراض ذات خطورة متوسطة عالية، يستخدم العلاج الإشعاعي المساعد - وخاصة العلاج الإشعاعي الموضعي المهبلي (شكل من أشكال العلاج الإشعاعي الداخلي يتم توصيله مباشرة إلى منطقة المهبل) - عادة بعد الجراحة لتقليل خطر تكرار المرض.
مع ذلك، لا يحتاج المرضى إليه بالتساوي، وقد يتلقى بعضهم علاجًا أكثر من اللازم، مما يعرضهم لآثار جانبية محتملة دون فائدة إضافية.
علاوة على ذلك، يبدو أن مجموعة فرعية صغيرة من المرضى لا يتلقون العلاج الكافي عند تلقيهم العلاج الإشعاعي الموضعي المهبلي فقط.
وقد أثار هذا اهتمامًا متزايدًا بتصميم علاج مخصص باستخدام التنميط الجزيئي، وهي طريقة تفحص السمات الجينية والبيولوجية للورم لتوجيه القرارات السريرية.
وتساعد هذه الطريقة في تحديد المرضى الأكثر استفادة من العلاج الإشعاعي، والذين يمكنهم تجنبه بأمان.
تقدم دراسة دولية كبرى، PORTEC-4a، أقوى دليل حتى الآن على أن تحديد الملف الجزيئي يمكن أن يقلل بشكل آمن من العلاج الإشعاعي للنساء المصابات بسرطان بطانة الرحم في مرحلة مبكرة مع تحديد أولئك الذين قد يستفيدون من علاج أكثر كثافة.
وتمثل النتائج، التي تم عرضها في ESTRO 2025 ، المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للعلاج الإشعاعي والأورام (ESTRO)، خطوة مهمة إلى الأمام في علاج السرطان الشخصي.
سرطان بطانة الرحم
يُعد سرطان بطانة الرحم أكثر أنواع السرطان النسائية شيوعًا، ويتزايد معدل الإصابة به عالميًا. وقد لعبت تجارب PORTEC دورًا محوريًا في تحسين استراتيجيات العلاج، وضمان فعالية العلاج الإشعاعي مع تقليل الآثار الجانبية.
وتُبرز نتائج تجربة PORTEC-4a ما يلي:
علاج أكثر دقة: يساعد تحديد الملف الجزيئي على اتخاذ قرارات العلاج الإشعاعي بناءً على خصائص الورم الفردية.
تقليل العلاج الزائد: تمكن ما يقرب من نصف المرضى المشاركين في التجربة من تجنب الإشعاع بأمان دون المساس بالسيطرة على السرطان.
تحسين النتائج للمرضى المعرضين لخطر تكرار المرض: تشير الدراسة إلى أن المرضى الذين لديهم ملفات أورام غير مواتية يستفيدون من نهج إشعاعي أكثر كثافة.
شملت تجربة PORTEC-4a العشوائية 592 امرأة من ثماني دول أوروبية مصابات بسرطان بطانة الرحم ذوات الخطورة المتوسطة (عالية).
صنّفت الاختبارات الجزيئية الأورام إلى فئات خطر، مما سمح بتعديل العلاج وفقًا لذلك:
46% من المرضى في الذراع الجزيئي تجنبوا العلاج الإشعاعي بأمان.
تلقى المرضى الذين لديهم ملف جزيئي غير مواتٍ نهجًا إشعاعيًا أكثر كثافة، والعلاج الإشعاعي للحوض، بدلاً من العلاج الإشعاعي الموضعي المهبلي، وتشير النتائج إلى سيطرة محلية إقليمية أفضل، مع معدل تكرار بلغ 8.4% مقارنة بـ 30.5% في أولئك الذين تلقوا العلاج القياسي دون ملف جزيئي.
وقالت الدكتورة آن صوفي في إم فان دن هيريك، الباحثة الرئيسية في تجربة PORTEC-4a، من المركز الطبي لجامعة لايدن في هولندا: "من خلال استخدام الملف الجزيئي ، يمكننا تصميم العلاج بما يتناسب مع المخاطر الفردية لكل مريض".
يتيح لنا هذا النهج تقليل العلاج الإشعاعي بشكل آمن للعديد من النساء، مع ضمان حصول من يحتجن إليه على العلاج الأكثر فعالية، إنها خطوة هامة نحو علاج أكثر تخصيصًا وأقل تدخلاً للسرطان.
تُظهر النتائج أنه يُمكن تجنّب العلاج الإشعاعي بأمان لما يقرب من نصف المرضى مع الحفاظ على معدلات نجاة ممتازة.
إضافةً إلى ذلك، تُشير التحليلات الاستكشافية إلى أن المرضى الذين لديهم ملف جزيئي غير مُلائم قد يستفيدون من نهج إشعاعي أكثر كثافةً للحد من مخاطر تكرار المرض.
تغيير جذري في علم الأورام الدقيق
وقال البروفيسور ماتياس جوكينبرجر، رئيس ESTRO ورئيس قسم الأورام الإشعاعية وأستاذ في مستشفى جامعة زيورخ وجامعة زيورخ: "إن تجربة PORTEC-4a تغير قواعد اللعبة".
يُثبت هذا البحث أن الطب الدقيق يُحدث نقلة نوعية في علاج السرطان. فمن خلال تحديد المرضى الأكثر استفادة من العلاج الإشعاعي، يُمكننا تعظيم أثره، وتحسين جودة حياة آلاف النساء حول العالم، والحفاظ على سيطرة ممتازة على السرطان.
تمهد هذه النتائج الطريق أمام نهج أكثر تخصيصًا لعلاج سرطان بطانة الرحم ، مما يضمن حصول كل مريض على العلاج الأكثر فعالية والأقل تدخلاً بناءً على بيولوجيا الورم وملفهوم المخاطر.