الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

انخفاض مستوى الفوسفات في الدم مرتبط بتدهور جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال

الإثنين 12/مايو/2025 - 03:43 م
 الحيوانات المنوية
الحيوانات المنوية


أظهرت دراسة أن الرجال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة لديهم مستويات فوسفات في الدم أقل من المتوسط.

كما ارتبط انخفاض تركيزات الفوسفات في الدم بانخفاض حركة الحيوانات المنوية لدى الرجال المصابين بالعقم.

يمكن أن تساعد هذه النتائج الباحثين على تحسين فهم العوامل البيولوجية المؤثرة في الصحة الإنجابية للذكور، مما قد يؤدي إلى ابتكار علاجات جديدة للخصوبة.

على مدار الخمسين عامًا الماضية، انخفض عدد الحيوانات المنوية عالميًا إلى النصف، وتراجعت جودتها بشكل مُقلق، ويعاني 15% من الأزواج من جنسين مختلفين من العقم.

يُساهم العقم الذكوري في حوالي نصف حالات العقم، ولكن بالنسبة لغالبية الرجال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، لا يزال السبب غير مُفسر.

ومع ذلك، هناك عوامل عديدة - بما في ذلك العوامل الوراثية، ونمط الحياة، والخيارات الغذائية، والاختلالات الهرمونية - يُمكن أن تؤثر على خصوبة الرجال. على سبيل المثال، في السنوات الأخيرة، ارتبط نقص فيتامين د بضعف جودة السائل المنوي.

تفاصيل الدراسة

في هذه الدراسة، حلل باحثون من مستشفى هيرليف الجامعي في كوبنهاجن ومستشفى ريجشوسبيتاليت الجامعي في كوبنهاجن عينات دم وسائل منوي من 1242 رجلاً يعانون من العقم في الدنمارك.

وجد الباحثون أن 36% من هؤلاء الرجال يعانون من انخفاض سريري في مستويات الفوسفات في دمائهم، مقارنةً بنسبة تتراوح بين 2% و4% لدى عامة السكان في الدنمارك.

كان لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض متوسط ​​في مستويات الفوسفات عدد أقل من الحيوانات المنوية المتحركة، أو تلك التي تتحرك تدريجيًا، مقارنةً بمن لديهم مستويات طبيعية من الفوسفات.

بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض متوسط ​​في مستويات الفوسفات مستويات أعلى قليلاً من هرمون الإستراديول. ولم يرتبط انخفاض مستويات الفوسفات بعدد الحيوانات المنوية.

وقال الدكتور سام كافاي يحيوي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "من المثير للدهشة أننا حددنا، لأول مرة، أن نسبة الرجال المصابين بالعقم والذين يعانون من انخفاض تركيز الفوسفات في الدم أعلى من تلك الموجودة لدى عامة السكان الدنماركيين".

وأضاف الدكتور كفاي يحيوي: "هذا قد يعني أن الفوسفات - وهو معدن معروف بتأثيراته في إنتاج الطاقة وقوة العظام - لديه القدرة على استهدافه بشكل مباشر لتحسين الخصوبة، ربما عن طريق علاج بعض الرجال الذين يعانون من العقم بمكملات الفوسفات".

وقال الدكتور كفاي يحيوي: "على الرغم من أن دراستنا لا تثبت أن تركيزات الفوسفات المنخفضة تسبب العقم، إلا أنها تسلط الضوء على ارتباط محتمل قد يكون مهمًا لفهم وعلاج العقم عند الذكور ".

وجد الفريق سابقًا أن الفوسفات ضروري لوظيفة الخصية لدى الرجال الأصحاء، إذ إن تركيزات الفوسفات في السائل المنوي أعلى بأكثر من 20 ضعفًا من تركيزها في الدم، مما يعني أن الفوسفات يُنظّم داخل الجهاز التناسلي الذكري.

وانطلاقًا من ذلك، قام الدكتور كفاي يحيوي وزملاؤه، في دراسة أخرى عُرضت أيضًا في المؤتمر المشترك لجمعية ESPE وESE، بدراسة آلية نقل الفوسفات هذه لدى القوارض والبشر، ووجدوا أن ارتفاع مستويات الفوسفات في السائل المنوي البشري يرتبط بجودة الحيوانات المنوية وزيادة مستويات هرمون التستوستيرون.

وقالت المؤلفة الأولى تشيهوي كوي: "تشير دراستنا إلى أن مستويات الفوسفات في الأعضاء التناسلية قد تكون مهمة لوظائف الأعضاء ووظائف الحيوانات المنوية، ونحن نبحث الآن عن منظمات لهذا النقل ومن خلالها التأثير على خصوبة الذكور".

وقال الدكتور كفاي يحيوي: "هذا مثير للاهتمام، لأن آلية النقل هذه تطرح الآن تساؤلاً حول ما إذا كان التلاعب بتركيزات الفوسفات في الدم سيؤثر على الخصوبة، لذلك، تتمثل خطوتنا البحثية التالية في بدء تجارب مُحكمة، يُستخدم فيها الفوسفات كعامل تدخل، لتقييم التأثير المباشر للفوسفات على الخصوبة لدى الرجال، وكذلك لدى النساء".