هل المؤشرات الحيوية الحالية فعالة لتقييم خطر الإصابة بقصور القلب بعد الحمل؟

قد تكون المؤشرات الحيوية المستخدمة للتنبؤ بخطر الإصابة بقصور القلب في عموم السكان غير فعالة لتقييم المخاطر بعد حالات الحمل المعقدة بسبب ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
جاء ذلك وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة JAMA Cardiology.
قالت الدكتورة بريا فرياني، المؤلفة الأولى للدراسة، إن العديد من نتائج الحمل السلبية، بما في ذلك تسمم الحمل ومرض السكري الحملي، ارتبطت بمخاطر صحية قلبية طويلة الأمد بالنسبة للنساء الحوامل.
قالت فريني: "نعلم أن سمات الحمل المعقد قد تؤثر على خطر إصابة المرأة بأمراض القلب بعد عقود من الزمن، من المهم لنا أن نمتلك طريقةً ما لتتبع وفحص المرضى الذين يعانون من مضاعفات الحمل، وذلك لتوضيح ما إذا كان الشخص على مسار خطر الإصابة بأمراض القلب، وللمساعدة في خفض خطر إصابته من خلال الفحص الدقيق والوقاية أو التطبيق المبكر للعلاجات".

تفاصيل الدراسة
في الدراسة، تتبعت فريني وزملاؤها مستويات NT-proBNP، وهو مؤشر حيوي لقصور القلب، في أكثر من 4000 حالة حمل في مراكز طبية في جميع أنحاء البلاد.
ووجد الباحثون أن واحدة من كل 17 امرأة سجلت مستويات مرتفعة منه بعد عدة سنوات من الحمل، مما يشير إلى أن قلوبهن كانت تعاني من إجهاد. ومع ذلك، لم يرتبط وجود ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل أثناء الحمل بارتفاع مستويات NT-proBNP في السنوات التالية.
وقالت فريني: "لقد فاجأتنا نتائج الدراسة حقًا لأن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ومرض السكري الحملي لديهم معدلات أقل من NT-proBNP، على عكس ما كنا نتوقعه، لأننا نعلم أن هذه الأمراض مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بقصور القلب؛ ونحن نعلم أيضًا في عموم السكان أن الارتفاع في هذا المؤشر الحيوي يشير إلى أن المرضى لديهم خطر متسارع للإصابة بقصور القلب".
وأضافت: "قد لا يكون هذا المؤشر الحيوي هو المؤشر الحيوي المناسب للاستخدام في هذه الفئة من السكان بعد الولادة لفحص قصور القلب كما هو مستخدم بشكل شائع في فئات سكانية أخرى، ونحن بحاجة إلى مزيد من التحقيق في المؤشرات الحيوية الأخرى والطرق الأخرى لفحص قصور القلب في السنوات التي تلي حالات الحمل المعقدة".
وفي المستقبل، ستعمل فرياني وزملاؤها على تحديد المؤشرات الحيوية الإضافية التي يمكن استخدامها للتنبؤ بخطر الإصابة بقصور القلب لدى الأشخاص بعد حالات الحمل المعقدة بسبب تسمم الحمل أو سكري الحمل.
وقالت: "نحن نبحث أيضًا في كيفية إضافة التصوير، بحيث لا نستخدم فقط المؤشرات الحيوية القائمة على الدم، ولكن كيف نربط هذه النتائج بما نراه بالفعل في عضلة القلب بعد بضع سنوات من الولادة".