تناول الكربوهيدرات والألياف الغذائية..كيف يحسن صحة النساء الأكبر سنا؟

أظهرت دراسة جديدة أن تناول الألياف الغذائية والكربوهيدرات عالية الجودة والإجمالية في منتصف العمر كان مرتبطًا بشكل إيجابي بالشيخوخة الصحية وغيرها من النتائج الصحية الإيجابية لدى النساء الأكبر سناً.
نُشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.
قال أندريس أرديسون كورات، المؤلف الرئيسي للدراسة: "سمعنا جميعًا أن الكربوهيدرات المختلفة يمكن أن تؤثر على الصحة بشكل مختلف، سواءً على الوزن أو الطاقة أو مستويات السكر في الدم، ولكن بدلًا من الاكتفاء بالنظر إلى الآثار المباشرة لهذه المغذيات الكبرى، أردنا فهم تأثيرها المحتمل على الصحة الجيدة بعد 30 عامًا".
وأضاف: "تشير نتائجنا إلى أن جودة الكربوهيدرات قد تكون عاملاً مهمًا في الشيخوخة الصحية".
قام الباحثون بتحليل البيانات من استبيانات دراسة صحة الممرضات التي تم جمعها كل أربع سنوات بين عامي 1984 و2016 لفحص الأنظمة الغذائية في منتصف العمر والنتائج الصحية النهائية لأكثر من 47000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 70 و 93 عامًا في عام 2016.
تم الحصول على كميات الكربوهيدرات الكلية، والكربوهيدرات المكررة، والكربوهيدرات عالية الجودة (غير المكررة)، والكربوهيدرات من الحبوب الكاملة، والفواكه والخضروات والبقوليات، والألياف الغذائية، ومؤشر نسبة السكر في الدم الغذائي والحمل الجلوكوزي من استبيانات تردد الطعام المعتمدة.

الشيخوخة الصحية
عرّف الباحثون الشيخوخة الصحية بأنها غياب 11 مرضًا مزمنًا رئيسيًا، وغياب أي اختلالات في الوظائف الإدراكية والجسدية، والتمتع بصحة نفسية جيدة، وذلك وفقًا لما ورد في استبيانات دراسة صحة الممرضات.
في الدراسة الجديدة، استوفى 3706 مشاركين تعريف الشيخوخة الصحية.
وأظهر التحليل أن تناول الكربوهيدرات الكلية، والكربوهيدرات عالية الجودة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات، والألياف الغذائية الكلية في منتصف العمر كان مرتبطًا بزيادة احتمالية الشيخوخة الصحية بنسبة 6-37% والعديد من مجالات الصحة العقلية والجسدية الإيجابية .
وفي الاتجاه الآخر، ارتبط تناول الكربوهيدرات المكررة (الكربوهيدرات من السكريات المضافة والحبوب المكررة والبطاطس) والخضراوات النشوية بانخفاض احتمالات الشيخوخة الصحية بنسبة 13%.
وقال المؤلف الرئيسي تشي صن: "نتائجنا تتفق مع أدلة أخرى تربط بين استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات وانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، والآن نرى الارتباط بنتائج الوظائف البدنية والإدراكية".
ويشير المؤلفون إلى أن أحد القيود هو أن عينة الدراسة كانت تتكون في معظمها من متخصصين صحيين من البيض؛ وسوف يكون من الضروري إجراء أبحاث مستقبلية لتكرار هذه النتائج في مجموعات أكثر تنوعًا.
وأشار أرديسون كورات أيضًا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم الآليات المحتملة التي تربط الألياف الغذائية والكربوهيدرات عالية الجودة بالشيخوخة الصحية.
واختتم بالقول: "بدأت الدراسات تُشير إلى وجود علاقة بين خيارات الطعام في منتصف العمر وجودة الحياة في السنوات اللاحقة، وكلما تعمقنا في فهمنا للشيخوخة الصحية، زادت قدرة العلم على مساعدة الناس على عيش حياة صحية لفترة أطول".