الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف أدلة جديدة على اضطرابات الجهاز الهضمي

السبت 31/مايو/2025 - 12:51 م
اضطرابات الجهاز الهضمي
اضطرابات الجهاز الهضمي


تمكن باحثون من تحديد ثلاثة أنواع من الخلايا العصبية المرتبطة بزغابات الأمعاء، مما يشير إلى أن الشبكات العصبية غير المعروفة سابقًا تنظم توازن السوائل في الأمعاء.

وقد تؤدي النتائج، التي نشرت في مجلة Nature Neuroscience، إلى فهم أفضل لأمراض مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) ومرض التهاب الأمعاء (IBD).

في السويد، يُقدَّر أن أكثر من 30% من السكان يعانون من مشاكل معوية مزمنة، مثل متلازمة القولون العصبي وداء الأمعاء الالتهابي.

في معظم الحالات، أسباب هذه المشاكل غير معروفة.

للأمعاء جهازها العصبي الخاص، المعروف باسم الجهاز العصبي المعوي، والذي يُطلق عليه أحيانًا "دماغ الأمعاء".

في هذه الدراسة الجديدة، درس الباحثون جزءًا من هذا النظام لم يُدرس جيدًا من قبل، وهو ما يُسمى بالطبقة العصبية تحت المخاطية.

تُظهر النتائج أن هذه الطبقة تحتوي على ثلاثة أنواع مختلفة من الخلايا العصبية، يمتلك أحدها على الأقل قدرة خاصة على استشعار محتويات الأمعاء.

حدد الباحثون أنواع الخلايا العصبية المضمنة في الجزء الأعمق من الأمعاء، الأقرب إلى الزغابات، فيما يُسمى بالطبقة العصبية تحت المخاطية.

وعلى عكس الدراسات السابقة، وجد الباحثون أن هذه الطبقة تحتوي على ثلاثة أنواع من الخلايا العصبية، إحداها خلية عصبية حسية - قادرة على استقبال معلومات حول محتويات الأمعاء والتأثير على الخلايا العصبية الأخرى لتنسيق استجابة تُحسّن امتصاص العناصر الغذائية وتوازن السوائل.

استخدم الباحثون تسلسل الحمض النووي الريبوزي أحادي الخلية لرسم خريطة للخلايا العصبية.

تكشف هذه التقنية عن الجينات النشطة في كل خلية على حدة. وباستخدام فئران معدلة وراثيًا، تمكنوا أيضًا من تصور كيفية تواصل الخلايا العصبية مع بعضها البعض ومع الخلايا الظهارية المعوية.

فهم الشبكات العصبية الرئيسية في الأمعاء

وقال الباحثون: "تقدم الدراسة رؤية فريدة من نوعها حول مظهر الخلايا العصبية تحت المخاطية والتعبير الجيني والتواصل بينها وبين الخلايا المحيطة في الجزء الداخلي من الأمعاء".

وأضافوا: "وجدنا أن أنواع الخلايا العصبية الثلاثة متصلة ببعضها البعض، وكذلك بالزغابات المعوية، وهذا يفتح الباب أمام احتمال وجود شبكات عصبية غير معروفة سابقًا، قادرة على تنظيم توازن السوائل وتدفق الدم، والتي قد تكون ذات صلة وثيقة بحالات مثل الإمساك والإسهال، وبالتالي الأمراض المصاحبة لها مثل متلازمة القولون العصبي وداء الأمعاء الالتهابي".

تُظهر الدراسة أيضًا أن أنواع الخلايا العصبية الثلاثة تتشكل من خلال عملية نضج تدريجية خلال نمو الجنين.

تشبه هذه العملية عملية الطبقة العصبية الخارجية للأمعاء، التي تتحكم في حركة الأمعاء - الطبقة العضلية المعوية - ولكنها تختلف عن كيفية نمو الخلايا العصبية في الدماغ.

ودرس الباحثون كيفية تكوّن أنواع الخلايا العصبية الثلاثة أثناء النمو، ووجدوا أنها تتبع نفس الآليات التي وصفوها سابقًا في الطبقة العضلية المعوية للخلايا العصبية المعوية، والتي تختلف عن كيفية تكوّن أنواع الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي.

هذا يشير إلى أن جميع أجزاء الجهاز العصبي المعوي تتطور عبر عملية نضج تدريجية، حيث تتغير حتى النواقل العصبية التي تُطلقها الخلايا العصبية الفردية تدريجيًا، كما يوضح الباحثون.

في المستقبل، قد تُسهم هذه المعرفة في تطوير علاجات جديدة للأمراض التي تؤثر على وظائف الأمعاء، على سبيل المثال، من خلال استهداف خلايا عصبية محددة بالأدوية، كما قد تكون قيّمة في الطب التجديدي ، حيث يهدف إلى إعادة إنتاج أنواع من الخلايا العصبية في أمراض مثل مرض هيرشسبرونغ، باستخدام الخلايا الجذعية.