الجمعة 06 يونيو 2025 الموافق 10 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

التدخين وأمراض النساء.. خطر غير متوقع على صحتك الهرمونية والإنجابية

السبت 31/مايو/2025 - 01:15 م
التدخين وأمراض النساء..
التدخين وأمراض النساء.. أرشيفية


اليوم العالمي للامتناع عن التدخين يُعد فرصة لفتح النقاش حول ضرره، حيث يركز الجميع عادة على سرطان الرئة وأمراض القلب، لكن هل تعلم أن التدخين يُدمّر جانبًا مهمًا آخر من صحة المرأة، وهو التوازن الهرموني والصحة الإنجابية، خاصةً للأصوات المصابات بالتهاب بطانة الرحم؟

حوالي واحدة من كل عشر نساء في سن الإنجاب تُعاني من التهاب بطانة الرحم، وهو حالة تعتمد على هرمون الإستروجين، حيث ينمو نسيج يشبه بطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب التهابًا مزمنًا، آلامًا قوية أثناء الدورة، والعقم.

على الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أن الدراسات الحديثة أكدت أن التدخين لا يقتصر ضرره على الصحة العامة فحسب، بل قد يُفاقم التهاب بطانة الرحم بشكل كبير.

فدخان التبغ، المُمزوج بالسموم مثل الكادميوم والنيكوتين، يحاكي أو يتداخل مع هرمون الإستروجين، ويُعيق قدرة الكبد على تصفية السموم، مما يؤدي إلى هيمنة الإستروجين، وهو محفز رئيسي لنمو بطانة الرحم غير الطبيعي.

عجيب كيف يظن بعض النساء أن التدخين يُخفف الألم، خاصةً أن تأثير النيكوتين يُشعِرُهن بمؤقتة تخفيف الألم، لكنه في الحقيقة يُقلل تدفق الدم للأعضاء التناسلية، ويزيد من التقلصات، ويُغذي الالتهاب بشكل عام عبر ارتفاع مستويات السيتوكينات المُحفزة للالتهاب، ما يُبقي الحالة أسيرة الألم ويُفاقم انتشار الآفات خارج الرحم.

أما عن الخصوبة، فهي بالفعل معركة صعبة لنساء بطانة الرحم، ومن يُواصلن التدخين أمامهن تحدٍ أكبر، حيث يُقلل التدخين من مخزون المبيض، ويؤثر على جودة البويضات، ويُضعف فرص نجاح علاجات الإنجاب، مثل التلقيح الاصطناعي، بنسبة تصل إلى 40%. والأكثر خطورة، هو أن التدخين يُفاقم مقاومة هرمون البروجسترون، مما يقلل فرص الحمل الصحي، وغالبًا ما يُكتشف الضرر بعد فشل المحاولات أو الإجهاض المتكرر.

الخبر السار أن التوقف عن التدخين يُمكن أن يُغير حياة النساء تمامًا، فحتى مع ظهور أعراض انسحاب مؤقتة، فإن فوائده على المدى الطويل تشمل تقليل مستوى الإستروجين، خفض الالتهابات، تحسين النوم، وزيادة فرص الحمل، وكل ذلك يبدأ خلال الشهور الأولى بعد الإقلاع.

وبالنهاية، ليس المدخن وحده المُهدد، فالتعرض للتدخين السلبي، خاصةً في سنوات المراهقة، يُزيد من خطر الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة مدى الحياة. 

التبغ لم يُعد مجرد مشكلة صحية فردية، بل هو قضية عامة، ومع ذلك، فإن قرار الإقلاع يُعتبر خطوة فارقة لصحة المرأة والسلامة العامة.