الخميس 12 يونيو 2025 الموافق 16 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

يرتبط إكليل الجبل بتحسين الذاكرة وانخفاض القلق وحتى الحماية من مرض الزهايمر

الجمعة 06/يونيو/2025 - 12:14 م
إكليل الجبل.. أرشيفية
إكليل الجبل.. أرشيفية


إكليل الجبل (Rosmarinus officinalis)، العشبة العطرية الأصلية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، لطالما كان له مكانة مهمة في المطابخ العالمية، بالإضافة إلى سحره في الطهي، يكتسب إكليل الجبل شهرة واسعة لفوائده الصحية المذهلة، خاصة فيما يخص صحة الدماغ، والالتهابات، ووظائف المناعة.

تشير الأبحاث إلى أن إكليل الجبل قد يكون واعدًا في مكافحة مرض الزهايمر، السبب الرئيسي للخرف عالميًا.

تاريخيًا، ارتبط إكليل الجبل بالذاكرة وصفاء الذهن؛ ففي اليونان القديمة وروما، كانوا يستخدمونه لتحسين التركيز والتذكُّر. 

ويُظهر العلم الحديث أن هناك علاقة بين استنشاق رائحته والأداء المعرفي؛ حيث أظهرت دراسة أن من استنشقوا رائحته أدوا بشكل أفضل في مهام الذاكرة مقارنة بمن لم يتعرضوا له.

كيف يؤثر إكليل الجبل على الدماغ؟ 

هناك عدة آليات يؤثر بها إكليل الجبل على الدماغ، منها تنشيط الدورة الدموية وتوصيل المزيد من الأكسجين للمخ، بالإضافة إلى خصائصه المهدئة التي تقلل القلق وتحسن النوم، مما ينعكس إيجابيًا على التركيز والذاكرة. 

كما يحتوي على مركبات تتفاعل مع النواقل العصبية، خاصة مركب 1,8-سينول، الذي يساعد في منع تحلل الأستيل كولين، وهو مادة ضرورية للتعلم والذاكرة، مما يدعم الأداء الإدراكي مع التقدم في العمر.

إكليل الجبل.. أرشيفية

بالإضافة إلى ذلك، إكليل الجبل غني بمضادات الأكسدة، التي تحمي خلايا الدماغ من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، ويمتلك مركبات مثل حمض الكارنوسيك، الذي يملك خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، وتُظهر الدراسات أن مركب diAcCA المطور حديثًا يُعد واعدًا في تحسين الذاكرة وخفض بروتينات مرتبطة بمرض الزهايمر، ويعمل بشكل خاص في المناطق الملتهبة من الدماغ، مع أمل أن يكون له فوائد علاجية في أمراض أخرى مثل السكري، وأمراض القلب، ومرض باركنسون.

أما خارج نطاق صحة الدماغ، فقد استُخدم إكليل الجبل تقليديًا لتحسين الهضم، وتخفيف الانتفاخ، وتقليل الالتهابات، كما أن مركباته مضادة للميكروبات، وتساعد على حماية البشرة من الشيخوخة والأضرار الناتجة عن الشمس، فضلاً عن أنها مفيدة في تهدئة حب الشباب والأكزيما.

أما عن السلامة، فإكليل الجبل آمن عمومًا عند استخدامه كتوابل أو في الشاي والعلاجات العطرية، إلا أن الإفراط في المستخلصات أو الجرعات المركزة قد يسبب آثارًا جانبية مثل القيء أو نوبات الصرع لدى بعض الأشخاص، خاصة الحوامل، أو يتفاعل مع أدوية مميعات الدم، لذلك يُنصح بالتشاور مع الطبيب قبل تناوله على شكل مكملات.

إجمالياً، إكليل الجبل ليس مجرد عنصر في المطبخ، بل علاج طبيعي ذو جذور عميقة، وبدعم علمي حديث، مع دراسات مستمرة على مركباته المبتكرة مثل diAcCA، الذي قد يلعب دورًا هامًا في علاج الزهايمر وأمراض مزمنة أخرى. 

وفي الوقت نفسه، يمكن أن تكون إضافة القليل منه في الطعام، أو كوب الشاي، أو عبر الزيت العطري، خطوة بسيطة ذات فوائد صحية كبيرة.