متى يتم تطعيم الأطفال ضد الحصبة؟

خلال السنوات الأخيرة، شهدت حالات الحصبة ارتفاعًا في شتى أنحاء العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الحالات بلغ 10.3 مليون حالة حول العالم في عام 2023، بزيادة قدرها 20% عن عام 2022.
ومع تزايد عدد حالات الإصابة بالحصبة عالميا، يبرز سؤال مهم: متى يتم تطعيم الأطفال ضد الحصبة؟
يتمتع الأطفال حديثو الولادة عمومًا بحماية من الحصبة بفضل الأجسام المضادة التي تفرزها الأم.
تنتقل هذه الأجسام المضادة من الأم إلى الطفل عبر المشيمة وحليب الثدي، وتوفر له الحماية من الأمراض المعدية، بما في ذلك الحصبة.
تنصح منظمة الصحة العالمية (WHO) بتلقي جرعتين من لقاح الحصبة للجميع.
في الأماكن التي تنتشر فيها الحصبة بكثرة، يُنصح عمومًا بتلقي الأطفال الجرعة الأولى في عمر 9 أشهر تقريبًا، ويرجع ذلك إلى أنه من المتوقع أن تنخفض الأجسام المضادة للأمهات بشكل ملحوظ لدى معظم الرضع في ذلك العمر، مما يجعلهم عرضة للإصابة.
إذا كانت الأجسام المضادة للحصبة الأمومية لا تزال موجودة، فمن غير المرجح أن ينتج اللقاح استجابة مناعية.
أظهرت الأبحاث أيضًا أن إعطاء لقاح الحصبة قبل عمر 8.5 أشهر قد يُؤدي إلى استجابة للأجسام المضادة تتراجع بسرعة أكبر.
قد يُعزى ذلك إلى تداخل مع الأجسام المضادة الأمومية، لكن الباحثين ما زالوا يحاولون فهم أسباب ذلك.
تُعطى الجرعة الثانية من اللقاح عادةً بعد 6 إلى 9 أشهر، وتُعدّ الجرعة الثانية مهمةً لأن حوالي 10% إلى 15% من الأطفال لا تُكوّن لديهم أجسام مضادة بعد اللقاح الأول.
في البيئات التي يكون فيها انتقال الحصبة تحت السيطرة بشكل أفضل، يُنصح بإعطاء الجرعة الأولى في عمر 12 شهرًا.
ويُعتقد أن التطعيم في عمر 12 شهرًا، مقارنةً بعمر 9 أشهر، يُولّد استجابة مناعية أقوى وأطول أمدًا.

الأجسام المضادة للحصبة لدى الأطفال
تناولت دراسة حديثة بيانات الأجسام المضادة للحصبة لدى الأطفال دون سن 9 أشهر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
جمعت الدراسة نتائج 20 دراسة، شملت أكثر من 8000 طفل.
وجد الباحثون أنه في حين أن 81% من المواليد الجدد لديهم أجسام مضادة للحصبة من أمهاتهم، فإن 30% فقط من الأطفال بعمر 4 أشهر لديهم أجسام مضادة من أمهاتهم.
تشير هذه الدراسة إلى أن الأجسام المضادة للحصبة لدى الأمهات تتراجع مبكرًا جدًا عما كان يُعتقد سابقًا، وتطرح تساؤلًا حول ما إذا كانت الجرعة الأولى من لقاح الحصبة تُعطى متأخرة جدًا بحيث لا توفر أقصى حماية للرضع، خاصةً مع انتشار الحصبة بكثرة.
التأكد من أنك محمي
في الوقت نفسه، يعد ضمان مستويات عالية من تغطية لقاح الحصبة بجرعتين أولوية عالمية.
يُنصح الأشخاص المولودون بعد عام 1966 بتلقي جرعتين من لقاح الحصبة.
ويرجع ذلك إلى أن من وُلدوا قبل منتصف الستينيات من القرن الماضي غالبًا ما أصيبوا بالحصبة في طفولتهم (عندما لم يكن اللقاح متاحًا بعد)، وبالتالي كانت لديهم مناعة طبيعية.