مخاطر الهواتف في أيدي الأطفال.. تهدد النمو العقلي والسلوكي

مخاطر الهواتف في أيدي الأطفال .. في عصر يشهد طفرة غير مسبوقة في استخدام التكنولوجيا، يبرز القلق المتزايد من تأثير الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية على الأطفال، خاصة في مراحلهم العمرية المبكرة، حيث يعد الإفراط في استخدامها تهديدا حقيقيا لنموهم العقلي وتوازنهم السلوكي.
مخاطر الهواتف في أيدي الأطفال
ويحذر الأطباء وخبراء الأمن السيبراني، من الاستخدام غير المنضبط للأجهزة الإلكترونية بين الأطفال، مؤكدين أن هذا السلوك لا يمر دون أثر، بل ينعكس سلبا على قدراتهم الإدراكية وطريقة تفاعلهم مع البيئة المحيطة.
ويشدد المهندس عمرو صبحي، خبير الأمن السيبراني والتحول الرقمي، على أن التربية السليمة ليست مجرد أوامر أو منع قسري، بل هي رحلة تشاركية يجب أن تُدار بتعاون وثيق بين الأبوين والطفل، موضحا أن الهدف ليس منع الطفل من استخدام التكنولوجيا، وإنما توجيهه بشكل إيجابي وبأسلوب مقنع يجعله شريكًا في القرار.

وأشار إلى أن المنزل أشبه بمركبة يقودها الأب والأم، وعليهما مسؤولية توجيهها نحو بر الأمان، مؤكدا أن التكنولوجيا ليست شرا مطلقًا، بل سلاح ذو حدين يمكن استخدامه لصالح الطفل إذا أُحسن توجيهه.
ولفت خبير الأمن السيبراني إلى أن الأطفال يتخذون من والديهم قدوة، ويكتسبون سلوكياتهم من خلال الملاحظة والتقليد، قائلاً: "لا يمكن أن نطلب من الطفل ترك الهاتف إذا كانت الأم أو الأب لا يفارقانه، أو نمنعه من التدخين بينما أحد الوالدين مدخن نشط فالتناقض في السلوكيات يولّد صراعًا داخليًا في ذهن الطفل ويشوش على مبادئه".
مخاطر المحمول في سن سنة
ووصف عمرو صبحي، خبير الأمن السيبراني والتحول الرقمي، السماح باستخدام الهواتف المحمولة في سن مبكرة جدا، خاصة في عمر السنة وحتى الثلاث سنوات، بأنه كارثة بكل المقاييس، مؤكدا أن هذه المرحلة هي الأهم في تشكيل شخصية الطفل ونموه المعرفي والعاطفي، ويجب أن تكون خالية من المؤثرات المضللة والمحفزات المفرطة التي توفرها الشاشات الذكية.
وخلص إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة استخدام الأطفال للتكنولوجيا، مع الدعوة لتبني مقاربة توعوية تشاركية، يكون فيها التوجيه مبنيا على الحوار والقدوة الحسنة، لا على القمع والمنع، ضمانا لتنشئة أجيال قادرة على استخدام التكنولوجيا كأداة للنمو والتطور، لا كعائق يعطل مسيرتهم العقلية والنفسية.